انصبت اهتمامات الصحف العربية الصادرة ، اليوم السبت ، حول اجتماع فيينا لبحث التسوية السياسية للأزمة السورية، وردود الفعل عقب انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، ومنتدى حوار المنامة" المنعقد في دورته ال11 ، فضلا عن جملة من المواضيع التي تهم الشأن الداخلي. ففي مصر كتبت جريدة (الجمهورية ) في افتتاحية بعنوان " اتركوا سوريا تقرر مصيرها" أن أفضل خيار أمام المجتمعين في فيينا أن يوقفوا الأصابع الأجنبية التي تلعب في سوريا لعبة التقسيم والتجزئة تحقيقا لمصالحها الخاصة. وأن يضغطوا لوقف هذه المذبحة فورا دون شروط أو إملاءات ، وأن يتركوا الأمر بين ممثلي مختلف الأطياف السورية ليتفقوا على إنقاذ وحدة الوطن ومستقبل الشعب. أما جريدة (الأهرام) فكتبت في افتتاحية بعنوان "دروس انتخابية" أن هناك عدة دروس يمكن الخروج بها عقب انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، والتى جرت من خلال جولتين شملتا المصريين بالخارج و14 محافظة. وقالت إن من أهم وأخطر هذه الدروس مسألة ضعف إقبال الناخبين على لجان الاقتراع بشكل عام، والشباب بشكل خاص، الأمر الذى يدعو الجهات المعنية بالدولة لدراسة أسباب هذه الظاهرة، والتعامل معها بكل الجدية، وذلك من خلال بحث أسبابها ومحاولة تلافيها في أي انتخابات مقبلة ، مضيفة أن نقص التوعية بأهمية المشاركة السياسية، والمساهمة في عملية التغيير عبر صناديق الاقتراع يعد أحد أهم أسباب ضعف الإقبال على الانتخابات. وفي موضوع آخر ، كتبت جريدة (الوفد) تحت عنوان "البرلمان أداة ديمقراطية" أن جهودا شتى ينبغي أن تبذل في الداخل، لدعم كافة الجهود الوطنية الساعية إلى تأكيد حضور الدولة المصرية في المجتمع الدولي، وعلى رأسها دبلوماسية القمة التي ينهض بها الرئيس السيسي في الداخل والخارج على السواء، للتأكيد بذلك أن رؤية وطنية، دقيقة وواضحة، تقود إلى مسار صحيح تلتزم فيه الدولة المصرية مبادئ ثورة يناير الأم، وموجتها التصحيحية في الثلاثين من يونيو. وقالت إن في كل جهد وطني في الداخل يستهدف رفع كفاءة إدارة شئون الدولة المصرية، تعزيز أكيد لفرص نجاح الجهود الوطنية على المستوى الخارجي في النهوض بتحقيق الطموحات الشعبية المتنامية المعبرة عن حتمية بناء الدولة المصرية الحديثة وفق ما تفرضه قواعد العلاقات الدولية المعاصرة، بما تستند إليه من مفردات مؤكدة لمنظومة القيم العالمية الدالة علي تشابكات وتعقيدات الساحة الدولية. وفي قطر ،سلطت الصحف الضوء على الاجتماع الموسع لبحث التسوية السياسية للأزمة السورية على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية، الذي انعقد امس في فيينا، حيث اعتبرت صحيفة (الراية) أن فشل هذا الاجتماع في التوصل إلى نقاط توافق واضحة بشأن حل الأزمة "ينذر بتداعيات خطيرة " مبرزة أن هذا الفشل كشف "عدم جدية كل من روسياوإيران بشأن الحل السياسي للأزمة وعرقلتهما إيجاد الحل السياسي بالتمسك بعدم رحيل الأسد ". ولاحظت الصحيفة في افتتاحيتها أنه ليس هناك خلاف بخصوص بقاء مؤسسات الدولة السورية قائمة ،"ولكن الخلاف حول تنحي بشار الأسد باعتبار أن ذلك مطلب ليس سوريا ولا عربيا وإنما هو مطلب دولي"، مؤكدة بالتالي أن المطلوب من التوجه الجديد ،بجمع المعارضة السورية بأطيافها المختلفة مع النظام على طاولة واحدة،" ألا يكون هدفه تقنين شرعية النظام ومنح الأسد فرصة البقاء في سدة الحكم باعتبار أن ذهابه أصبح مطلبا ملحا ". من جهتها، سلطت صحيفة (الشرق) الضوء على موقف قطر المعبر عنه خلال اجتماع فيينا أمس ، مؤكدة أن الموقف القطري اتجاه الأزمة السورية "مبدئي، بحيث لا يمكن لمن تورط في دماء الشعب السوري أن يكون جزءا من الحل، وأن الشعب السوري يجب أن يعطى حقه دون أي تباطؤ أو تراخ، في اختيار من يحكمه ويرأسه، وأنه لا مجال أبدا لبقاء الأسد في سدة السلطة". وعلى هذا الأساس ، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها ، "فإنه من المستحيل حل الأزمة السورية بدون رحيل الأسد، لتتم المرحلة الانتقالية بدونه، ويستطيع الشعب السوري أن يستعيد عافيته، ويضمد جراحه، ويعود لاجئوه إلى ديارهم بعد أن شردهم النظام في أصقاع العالم، بعد أن كانوا هانئين في أرضهم وبلادهم". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن "منتدى حوار المنامة"، الذي بدأ أعماله أمس الجمعة، ربما يتمكن من لعب دور محوري من خلال اجتذاب مختلف وجهات النظر بهدف فتح قنوات التواصل في فترة تشهد انهيارات للسلطة في عدد من الدول العربية، وفي وقت تدور فيه الحروب والإقتتالات من دون أن تلوح في الأفق ملامح لحلول سياسية واضحة. وأوضحت الصحيفة أن الأنظار تتجه هذا العام للتعرف على مواقف دول الخليج التي أصبح لها دور مختلف عن السابق في شؤون المنطقة، مشيرة إلى تأكيد المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (فرع الشرق الأوسط)، جون جنكينز، بأن دول الخليج أضحت "تلعب دورا قياديا وحازما، وتمسك بيدها مفاتيح القرار العربي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية، وهي تهديدات عميقة تتمثل في انهيار نظم الدولة في عدد من العواصم العربية، إضافة إلى انتشار حركات الإرهاب والتطرف الوحشي، وانتشار ظاهرة التعبئة الطائفية". ومن جانبها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن "منتدى حوار المنامة" ينعقد في دورته ال11 "ليضيف إنجازا دوليا لمملكة البحرين، ويأتي في ظروف وتحديات استثنائية، سياسية واقتصادية تمر بها المنطقة"، ووسط تغطيات ومتابعات إعلامية سلطت الأضواء الإيجابية على هذه الجزيرة الصغيرة، رغم كل المحاولات والمؤامرات والمكائد التي فشلت (...)". وكتبت أن قضايا ومواضيع غاية في الأهمية، ومرئيات مستقبلية في مجالات عديدة، وشخصيات دولية رفيعة، سيتم بحثها خلال المنتدى، كما ستطرح الخطط وتقدم الإستراتيجيات المناسبة لمواجهة التطرف والإرهاب، ومستقبل المنطقة بعد الاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب مستقبل العلاقات الخليجية المصرية. وفي الأردن، اعتبرت صحيفة (الغد)، في مقال لها، أن القرار الأخير ل(الديوان الخاص بتفسير القوانين)، الذي اعتبر جرائم الذم والقدح المرتكبة أو المقترفة من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مشمولة بأحكام قانون الجرائم الإلكترونية وأحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية، وليس بقانون المطبوعات والنشر، "يضع عمليا المجتمع بأكمله بين فكي كماشة". واستطرد كاتب المقال قائلا "علينا الانتباه إلى الفرق بين حرية التعبير وحرية الصحافة. فالحرية الأولى هي التي تؤسس للثانية. وإذا لم تقم النخب، وفي مقدمتها الإعلاميون، بالدفاع عن حرية التعبير، فإن ضمانات حرية الصحافة ستكون في مهب الريح". وتناولت صحيفة (الرأي) موضوع البطالة في الأردن، فقالت إن الأرقام التي نشرت مؤخرا تشير إلى أن معدل البطالة خلال الربع الثالث من السنة الجارية بلغ 13,8 في المائة، بزيادة 2,4 نقطة مائوية عما كان عليه قبل عام. وأكد كاتب مقال بهذا الشأن في الصحيفة أن الاقتصاد الأردني يتطور بسرعة ويولد فرص عمل كافية، مستدركا أن هذه الفرص "تذهب لغير الأردنيين"، قبل أن يخلص إلى أن العلاج التقليدي المعروف للبطالة هو حفز النمو الاقتصادي واجتذاب الاستثمارات والمشاريع الجديدة، "لكن هذا العلاج، على أهميته، لا يعمل في ظل تدفق عمالة وافدة بأعداد تفوق قدرة السوق على الاستيعاب". أما (الدستور)، فكتبت، في مقال بعنوان "زمن التسويات الكبرى" أن معظم "الأطراف المتورطة في صراعات المنطقة وحروبها ومحاورها" اجتمعت بالأمس في فيينا، "في تطور غير مسبوق"، ورأت أن المسألة لا تقتصر على الأزمة السورية على "محوريتها"، بل تتخطاها إلى مختلف الأزمات التي تعصف بالإقليم. وقالت، بهذا الصدد، إنه زمن التسويات الكبرى "النابعة من العجز على التفرد والحسم والمغالبة ..."، والتي "قد تسمح بتفوق هنا لفريق وتراجع هناك لفريق آخر، بيد أن حصيلتها النهائية، ستكون محكومة على الأرجح بقاعدة (رابح رابح)، أو ربما (خاسر خاسر) في الحالة العربية ...". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن ما يجري على مسار الأزمة السورية حاليا هو "أشبه بعاصفة من نار مقرونة بعصف فكري، هو حريق هائل تتقدم منه عربات الإطفاء ،لكنها تبحث عن وسيلة ناجعة للإطفاء، قبل أن تتسع دائرة النار وتأكل الأخضر واليابس". واعتبرت الافتتاحية أن اجتماعات فيينا، قد تنتهي إلى خلاصة أفكار تكون بمثابة دليل أو خارطة طريق استرشادية للحل ،تضمن مصالح كل الأطراف مؤكدة بالمقابل أن العملية ستكون" معقدة وصعبة طالما أن وسيلة إطفاء الحريق غير متوافرة وقد تكون النوايا أيضا غير سليمة ،خصوصا إذ شعر البعض بأنهم لم يحصلوا على الحصة المناسبة أو أن حصيلة الحقل لا توازي حصيلة البيدر، وأن ما زرعوه على الأرض السورية لا يكفي بعد لغلة يعتد بها ويساوي جهدهم.. وأن هناك متسعا لمزيد من الرهانات لتأجيل إطفاء الحريق". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن إيران تواصل " سياساتها بالإساءة إلى دول عربية مركزية مثل المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى عبر تفويض مسؤولين إيرانيين من درجات مختلفة لتوجيه اتهامات باطلة يراد منها تشويه مواقف هذه الدول". وشددت الصحيفة على أن هذه الاتهامات القبيحة مردود عليها، حيث يعرف الجميع أن طهران من خلال "حروبها العربية وعبثها في أمن واستقرار المنطقة هو السبب الأساس وراء كل هذه الاضطرابات الدموية التي نراها والتي أدت إلى تشريد ومقتل وجرح الملايين".