جدّد محمد يتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والكاتب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب التعبير عن عدم اتفاق حزب مع التظاهر يوم 20 فبراير، مشددا على أن قرار عدم المشاركة ليس قرارا شخصيا لعبد الإله بنكيران وإنما هو قرار للأمانة العامة كلها والتي صوت أعضاؤها على القرار بشكل وصفه بالديموقراطي، وأشار يتيم في معرض توضيحه لموقف حزبه بأن قضية المشاركة أو عدم المشاركة في مسيرة 20 فبراير هي في نهاية المطاف تقدير اجتهادي، يتعلق بما أسماه بالترجيح بين المصالح والمفاسد وبين المصالح والمصالح وبين المفاسد والمفاسد، "أي كيف يتم جلب المصالح وتفويت المفاسد أو كيف يتم تفويت المصلحة الدنيا من أجل مصلحة أعظم منها، وكيف يمكن تفويت مفسدة أكبر مع تحصيل مفسدة أصغر"، مستدلا على ذلك بقولة منسوبة لابن القيم جاء فيها إن مجال الترجيح بين المفاسد والمصالح صعب ومرتقى ضنك وباب من أبواب العلم ومزلة أقدام ومضلة أفهام وباب من أبواب العلم ليس ميسرا لأي كان. قبل أن يشرح في ذات التوضيح والذي نشره على صفحته الشخصية على الفايسبوك كيف أن حزب العدالة والتنمية لم يعترض على مشاركة بعض الأعضاء الذين قالوا إنهم سيشاركون كأفراد، مبرزا أنه حتى إذا كان تقدير الأمانة العامة لحزبه خاطئا فإن الحزب قد وضع قواعد المحاسبة التي قد تذهب إلى حد إقالة الأمين العام. وهاجم يتيم شبيبة حزبه معتبرا أن مكتبها الوطني ارتكب خطيئة بإصداره بلاغا يساند فيه مظاهرات 20 فبراير، مخالفا بذلك قرار الأمانة العامة للحزب، وقال في التوضيح المشار إليه إن بيان الشبيبة خطأ واضح وخطيئة وضربة في الصميم للمنهج العام للحزب لأن الشبيبة هيئة موازية وليست هيئة تقريرية في الحزب، وهي بذلك ملزمة بقرار الأمانة العامة.
ورد يتيم في توضيحه على من يتهمون حزبه بإبرام صفقة مع وزارة الداخلية بعد إطلاق سراح جامع المعتصم بقوله إن قرار عدم المشاركة في مسيرات 20 فبراير اتخذ يوم الثلاثاء ولقاء وزير الداخلية كان يوم الخميس بالإضافة إلى أن الحزب كان يستعد لوقفة احتجاجية حاشدة يوم الإثنين تضامنا مع المعتصم، وأن الحديث عن صفقة في الموضوع هو مجرد تهيؤات وظنون.
وتأسف يتيم الذي يصنف على أنه منظر الحركة الإسلامية المشاركة في المغرب، لجعل بعض الشباب من 20 فبراير بداية التاريخ ونهايته، موضحا أن أمر التغيير والإصلاح ومآلات التظاهر في وضع مثل المغرب ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، وأن الإصلاح لا يرتبط بمسيرة أو مسيرتين أو وقفة أو وقفتين، وأن التغيير الحقيقي هو سلسلة خطوات تحتاج إلى فكر وعقل سياسيْن وأفكار وبدائل سياسية لا يمكن أن تتوفر للشباب غير المؤطر سياسيا.