استغرقت عملية إنقاذ أربعة أطفال تاهوا داخل مغارة بدوار الهباطة، بالجماعة القروية الكفاف ضواحي مدينة خريبكة، أزيد من 24 ساعة من البحث المتواصل، حيث عاشت المنطقة، منذ انتشار خبر الاختفاء، حالة استنفار في صفوف رجال الوقاية المدنية والدرك الملكي والسلطات المحلية وعدد من المتطوعين. وتمكّن متطوّع من أبناء المنطقة من العثور على المفقودين داخل المغارة على بعد مسافة طويلة من مدخلها، فيما أفاد مصدر أمني أن طول وتشعّب المغارة وضيقها كانت أهمّ العوامل التي عرقلت عملية البحث، مشيرا إلى أن تضافر الجهود بين عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والمتطوعين تكلّل بالنجاح والعثور على المفقودين قبل فوات الأوان. وعرف مدخل المغارة، طيلة مدة البحث، توافد عدد مهمّ من السكان، إضافة إلى عائلات الأطفال الأربعة المختفين، حيث أشاروا إلى أن المفقودين نظموا خرجة لقضاء يوم الأحد قرب منجم قديم كان المكتب الشريف للفوسفاط يقيمه في أوقات سابقة لاستخراج مادة الفوسفاط، قبل أن يتيهوا داخل المغارة من عشية الأحد إلى مساء الاثنين. وكانت بعض أمهات الأطفال المفقودين قد دخلن في حالة هستيرية نتيجة طول الانتظار، حيث نُقلت إحداهن إلى المستشفى بعدما أغمي عليها، في الوقت الذي واصلت فرق الوقاية المدنية عمليات البحث بمساعدة أبناء المنطقة، ليتمكن في النهاية أحد المتطوعين من أبناء مدينة بوجنيبة من العثور على المفقودين وهم في حالة صحية وُصفت بالعادية، حيث تم نقلهم إلى المستشفى للتأكد من وضعهم الصحي. وأكّد بعض المتطوعين من أبناء القرية على أن المغارة تتشكل في صورة نفق تحت أرضي، ويتشعب إلى أنفاق وممرات كثيرة وفي عدة اتجاهات، مشيرين إلى أن الداخل إليها يحس بضيق التنفس نتيجة غياب الأوكسجين داخلها، مؤكّدين على أن الأمر يتعلق بمنجم قديم للفوسفاط، استُغل من طرف المجمع في أزمنة قديمة، غير أن الجهات المعنية لم تكلف نفسها عناء إغلاق الفوهات المنتشرة في المنطقة.