81 يوما بالتمام والكمال ، هي المدة الزمنية التي قضاها أحد ضحايا الفقر والتهميش بإقليم اليوسفية تحت الأنقاض ، حيث قادته الأقدار إلى الاعتماد في كسب قوته، على سرقة معدات حديدية داخل المناجم الفوسفاطية التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط بالمجال الترابي بإقليم اليوسفية. يوم ليس كباقي الأيام ، حيث عاشت منطقة الكنتور يوم الثلاثاء الماضي أطوارعملية انتشال جثة «ضحية» انهيار منجم فوسفاطي يقبع مابين المجال الترابي لجماعتي اسبيعات والكنتور وعلى بعد مسافات تعد بالكيلومترات ، وجاء ذلك بناء على تحركات من هيئات حقوقية وفعاليات جمعوية بالمنطقة بالإضافة إلى أسرة الضحية، حيث أشرفت السلطات المحلية بالإقليم على عملية انتشال الجثة . وأمام خطورة الوضع وعجز الوقاية المدنية عن القيام بالمهمة ، تطوع عدد من أبناء المنطقة، بعد طول انتظار ما يقرب 6 ساعات، بالنزول إلى عين المكان ، حيث كلفتهم العملية حفر أكوام من الأتربة الناجمة عن انهيار سقف المنجم الذي هوى على الضحية، سيما وأن عملية البحث ناهزت حوالي 4 ساعات من التنقيب ، وهي المدة التي تم فيها العثور على الجثة وهي في وضعية متقدمة من التحلل، والتي تم نقلها صوب مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي قصد التشريح الطبي . هذا ، وبناء على إخبارية في الموضوع سابقا، هرعت عناصر الدرك الملكي مرفقة بالسلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية ومسؤولي المكتب الشريف للفوسفاط ، إلى عين المكان، وبعد معاينة أولية، تبين للمسؤولين انبعاث رائحة «مقيتة» وتواجد ذباب داخل النفق. ومن جهتها، نبهت السلطات المحلية عناصر الدرك الملكي و الوقاية المدنية إلى عدم المجازفة بأنفسهم ودخول المنجم في غياب شروط السلامة، وفي انتظار التنسيق مع الأطر المختصة للمكتب الشريف للفوسفاط من أجل تأمين عملية الدخول، وبهذا الخصوص تم العثور على عربة مجرورة ودابة. وفي سياق متصل، سبق للمصالح الأمنية التابعة للدرك الملكي باليوسفية، أن فتحت تحقيقا في النازلة، مع 5 أشخاص «ناجين« كانوا بالمكان بهدف «السطو» على مادة الحديد بالمنجم المذكور بمعية الضحية، حيث أقروا أثناء الاستماع إليهم، بأنهم نجوا بأعجوبة من انجراف المياه والأتربة من سقف المنجم ، وأنهم يجهلون عدد ضحايا سقوط سقف النفق، مضيفين أن المداخيل المادية التي تنتج من جراء بيع هذه القطع الحديدية، لعدد من السماسرة، هي سبب هذه المغامرة القاتلة. وارتباطا بالحادث، أرجع الناجون الانهيار إلى قوة تسرب المياه التي باغتت الضحايا في المنجم، الشيء الذي دفعهم إلى الهروب من المكان على اعتبار أنهم كانوا بالقرب من مدخل المنجم، بينما الضحية لم يسعفه الحظ مما دفعهم إلى إشعار السلطات . وفي السياق نفسه، سبق للمناجم الفوسفاطية أن شهدت في عدة مناسبات أحداثا مماثلة راح ضحيتها أطفال في مقتبل العمر، وذلك بدافع سرقة المواد الحديدية، هذه الظاهرة التي تنامت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ويقبع على إثرها العديد من المتهمين خلف أسوار السجن المحلي بآسفي، تطرح أكثر من علامة استفهام في صفوف العديد من الفعاليات بإقليم اليوسفية.