رغم صدور حكم قضائي استعجالي ضد عقد مؤتمر استثنائي للحركة الشعبية، دعت له "الحركة التصحيحية"، التي يقودها سعيد أولباشا، ويترأس لجنته التحضيرية أوزين أحرضان، لبى العشرات النداء، والتأموا، صباح اليوم الأحد، أمام أحد فنادق منطقة الهرهورة، والذي كان مفترضا أن يحتضن فعاليات المؤتمر. المجتمعون أمام الفندق، حسب ما أكدوا عليه، قدموا من مختلف جهات المغرب، ملبين نداء "الحركة التصحيحية"، وحاملين صور الملك محمد السادس والعلم الوطني. وأكد أولباشا، في تصريح لهسبريس، أن السلطات المحلية بالرباط منعت الكثير منهم من الوصول إلى المكان المحدد، معتبرا أن ذلك "يسيء إلى دولة الحق والقانون والديمقراطية"، وأضاف: "لقد منعوا القادمين من باقي الأقاليم، وسخروا القواد لمنع تحرك حافلة من أحد فنادق الرباط، حيث قضى البعض ليلتهم، بعد رفض الفندق المتواجد بالهرهورة إيواءهم، بعد أن ضغطت السلطة على مالكه، رغم دفع كل المستحقات سابقا". واعتبر أولباشا أن أزيد من 3000 حركي عبروا عن رغبتهم في المشاركة، مؤكدا أن "جيوب المقاومة متضررون من تحركاتنا، لكننا ماضون في مسيرتنا الإصلاحية، رغم تدخل السلطة التي أساءت للبلد"، واسترسل متسائلا: "هل هذه هي دولة الديمقراطية التي نرغب فيها، ويرغب فيها الملك محمد السادس؟". وشدد أولباشا على أن الحكم القضائي الصادر بمنع أشغال المؤتمر لم يكن وجيها، معتبرا أن القضاء الابتدائي اعتمد على الفصل 68 من القانون الداخلي للحزب، الذي يعتبر داخليا، عوض الاحتكام للفصل 46 من القانون الأساسي، موردا أن "امحند لعنصر كان عليه التوجه للقضاء بصفته الشخصية، لا بصفته أمينا عاما، لأنه لم يعد يحمل تلك الصفة بعد جمعنا توقيعات ثلثي أعضاء المجلس الوطني، فالقيادة الحالية غير شرعية". ولم يفوت سعيد أولباشا، الذي كان مرفوقا بأوزين أحرضان، الفرصة دون توجيه اتهامات لقيادة الحركة الشعبية، والتي وصفها بغير الشرعية، وأضاف: "لقد تذيلوا نتائج الانتخابات، وكثرت فضائحهم، ويتذكر الجميع واقعة "الكراطة"، ولازالوا يريدون التحكم، حتى إن ابن زعيمنا أحرضان همشوه، ورفضوا منحه التزكية في الانتخابات الأخيرة، ليقرر الترشح باسم حزب آخر، وفاز". وأكد المتحدث أن الحركة ستستمر في مسعاها لإصلاح حزب "السنبلة"، مؤكدا، في جواب على سؤال لهسبريس، التوجه صوب القضاء الاستئنافي، وبعده محكمة النقض، في حالة "لا قدر الله وكان الحكم لصالحهم، ولكن استبعد ذلك"، يضيف المتحدث ذاته. أوزين أحرضان، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي، أكد في تصريح لهسبريس، أنه اختار الوقوف في صف الإصلاحيين، معتبرا أنه سيواصل العمل من أجل "حركة شعبية تجمع كل الحركيين تحت شعار "تمونت". سفير دولة روسيا بالمغرب كان من بين الحاضرين، وما لبث أن غادر بعد إخباره من طرف أولباشا أن القضاء منع المؤتمر، كما اشتكى له من ذلك، ليعبر عن أسفه ويغادر المكان مع مرافقيه. وعن البلاغ الصادر عن منتمين إلى "الحركة التصحيحية"، ليلة أمس، والذي دعا إلى الامتثال لحكم القضاء، أكد أولباشا أن أربعة أفراد هم من أصدروه، وأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وفق تعبيره، مؤكدا أنه هو الناطق الرسمي الوحيد باسم الحركة، وأن أي بلاغات أو بيانات من جهات أخرى لا تخص غير أصحابها.