تناولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، عددا من المواضيع أبرزها قانون اللجوء الذي تم اعتماده مؤخرا في ألمانيا للتخفيف من الأزمة، واجتماعات فيينا بين وزراء الشؤون الخارجية الروسي والأمريكي والسعودي والتركي، وبرنامج الحكومة البرتغاليةالجديدة الذي يعتزم رئيسها المعين حديثا تقديمه، وخطاب العاهل الإسباني في حفل تسليم جوائز أميرة أستورياس. ففي ألمانيا شكل قانون اللجوء الجديد، الذي سيدخل حيز التنفيذ قبل أسبوع من الموعد المقرر له، أهم موضوع ركزت عليها الصحف اليومية في تعليقاتها. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو)، في تعليقها، أن الأصوات ارتفعت بقوة في الإعلام تدعو إلى التسريع بإدخال قانون اللجوء حيز التنفيذ، وتشديد إجراءات الترحيل، معتبرة أن هذا الأمر محرج بالنسبة للسياسيين بل، وفق الصحيفة، مخجل لألمانيا التي ما فتئت ترحب بطالبي اللجوء، ليس فقط بسبب عمليات الترحيل بل بسبب التعامل مع الهجرة التي أصبحت غير مناسبة. وأضافت الصحيفة أن قانون اللجوء الجديد يتضمن، في الأساس، قرارات مخجلة وغير إنسانية بالنسبة لألمانيا إذ تحد من الخدمات والمساعدات لمجموعات من اللاجئين هم في أمس الحاجة إليها، كما أنه يخالف قانون المحكمة الدستورية الاتحادية. من جانبها، كتبت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن)، في تعليقها، أن التسريع في إدخال قانون اللجوء الجديد حيز التنفيذ بالتأكيد لن يحد من الأزمة في وقت قصير، مذكرة أن أمر الترحيل في القانون السابق ولسنوات كان يتم ببطء شديد ويتم السماح للاجئين الذين ترفض ملفات طلبات لجوئهم ولا يرغبون في العودة إلى وطنهم بالبقاء. لكن، تقول الصحيفة، الأمور تغيرت وتصرف الدولة نابع من الضغط الذي تعرضت له بفعل التدفق الكبير للاجئين فكان لابد من عملية ترحيل من رفضت طلبات لجوئهم وعلى طائرات (ترانسال) التابعة للجيش الألماني. وتناولت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ) مسألة إقامة مناطق العبور على الحدود التي قررت السلطات الألمانية وضعها لتسهيل عمليات اللجوء، متسائلة عما إذا كان هذا الإجراء يمكن أن يساهم في التخفيف من أزمة اللاجئين، مشيرة، في نفس الوقت، إلى أن مناطق العبور سيكون من شأنها المساعدة فقط على تسجيل اللاجئين وتحديد الذين يحق لهم الحصول على اللجوء خاصة الفارين من جحيم الحرب وترحيل الذي يفتقدون للشروط خاصة الآتين من دول البلقان. وفي فرنسا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع، حيث سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على الاجتماعات بين وزراء الشؤون الخارجية الروسي والأمريكي والسعودي والتركي، التي عقدت بفيينا، حول النزاع السوري، معتبرة أنها لم تسفر كما كان متوقعا عن إيجاد أي سبل للحل بسبب تباين مواقف الدول المدعوة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يريد أن يظهر من جديد أن بلاده قوة كبيرة، مشيرة إلى أن السلطات الفرنسية تم وضعها أمام الأمر الواقع بالإعلان عن اجتماع فيينا. من جهتها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالجبايات بفرنسا، مبرزة أن الوزير الأول مانويل فالس أعرب عن أسفه للتدابير الضريبية الشديدة التي تم اتخاذها قبل مجيئه إلى ماتينيون، والتي كان لها في نظره تأثير على النشاط الاقتصادي. وأضافت الصحيفة أن الضغط الجبائي لم يكن أبدا بهذه القوة بفرنسا، والدين والبطالة بهذا الارتفاع، مع ضعف النمو، معتبرة أنه من المستعجل التخفيض من الضريبة على الدخل وإلغاء الضريبة على الثروة. وفي موضوع آخر، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإبقاء على القوات الأمريكية بأفغانستان هو اعتراف بنصف الفشل، مؤكدة أنه من الضروري، في مواجهة الطالبان، التوفر على استراتيجية حقيقية، ورؤية إقليمية للقضية، التي بدونها لن يؤدي الوجود الأمريكي المستمر بأفغانستان إلى تحقيق نتيجة تذكر. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية بخطاب الملك فيليبي السادس، الذي ألقاه خلال حفل تسليم جوائز أميرة أستورياس، أمس الجمعة في أوفييدو (شمال غرب إسبانيا). وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن العاهل الإسباني دعا إلى الوحدة في إسبانيا، مشيرا إلى أن "لا أحد ينبغي أن يبني جدارا من خلال المشاعر"، في إشارة إلى المطالب الانفصالية للحكومة الإقليمية في كاطالونيا. وذكرت الصحيفة أن الملك فيليبي السادس أكد، أيضا، على أهمية تجنب الانهيار الاجتماعي والدفاع عن الشرعية والمبادئ الدستورية في البلاد. وكتبت صحيفة (إلموندو)، من جهتها، أن هذا النداء من أجل وحدة إسبانيا، الذي أطلقه الملك فيليبي السادس، يأتي بعد المبادرتين التي أطلقتهما حكومة كاطالونيا من أجل انفصال الجهة عن إسبانيا، وهما الاستفتاء الرمزي في 9 نونبر 2014 وانتخابات 27 شتنبر الماضي. واعتبرت صحيفة (إلباييس) أن رسالة الملك فيليبي السادس بشأن المسألة الكاطالونية كانت "ضمنية ولكنها واضحة"، مشيرة إلى أن العاهل الإسباني دعا إلى تجنب أسباب الانفصال والضعف و"التفكير الإيجابي في نقط القوة التي اكتسبتها إسبانيا بفضل وحدتها". وأشارت صحيفة (لا راثون) إلى أن الدورة الأولى من جائزة أميرة أستورياس، التي كانت تسمى في السابق أمير أستورياس، كانت بمثابة حفل من أجل "الوحدة والأمل في المستقبل"، مضيفة أن تسليم الجوائز تم في إطار جو تسوده القيم الأخلاقية والإنسانية العالمية. وفي البرتغال اهتمت الصحف اليومية، بشكل خاص، بانتخاب الاشتراكي فيرو رودريغيز رئيسا للبرلمان، وملف الرفض الذي تنوي الأحزاب اليسارية تقديمه ضد حكومة اليمين. وكتبت صحيفة (بوبليكو)، في تعليقها بخصوص انتخاب الرئيس الجديد البرلمان، أن اليسار، الذي يشكل الأغلبية في البرلمان، انتخب فيرو رودريغيز بالإجماع، مشيرة إلى أن هذا الانتخاب يعتبر أول هزيمة يلحقها اليسار بالجانب اليميني. ولاحظت الصحيفة أن رودريغيز، الزعيم السابق للحزب الاشتراكي، والمنتخب حديثا كالرجل الثاني في الدولة، هاجم رئيس الجمهورية كافاكو سيلفا، إذ خلق بذلك صراعا مؤسساتيا معه. للتذكير فإن مرشح الحزب الاشتراكي الذي حصل هل دعم من الأحزاب اليسارية وكتلة اليسار ومن الحزب الشيوعي والخضر، فاز برئاسة البرلمان ب120 صوتا مقابل 108 لمنافسه الاشتراكي الديمقراطي فرناندو نيغراو. من جهتها، اهتمت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) بسيناريوهات مختلفة التي يمكن عبرها رفض البرنامج الحكومي، معربة عن اعتقادها أن رفض برنامج الحكومة الذي سيعرضه رئيسها المعين باسوس كويلو على البرلمان الأسبوع المقبل، يمكن أن يتوحد من أجل رفضه اليسار بأكمله. ووفق الصحيفة فإن تعاقدا رمزيا يوحد التشكيلات السياسية الثلاثة باليسار، الحزب الاشتراكي وكتلة اليسار والحزب الشيوعي.