في الوقت الذي تتسع دائرة المعارضة لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، جدد قياديو "لا هوادة" دعواتهم ب"طرد العمدة السابق لمدينة فاس" من أعلى هرم الأمانة العامة ل"قيدوم أحزاب المملكة". ويبرر مستهدفو شباط موقفهم ب"النتائج المخجلة التي حققها حزب الاستقلال في الانتخابات الجماعية ل4 شتنبر الماضي"، معتبرين أنه "تسبب في الإضرار بسمعة التنظيم بقراراته الانفرادية وتعمده الإجهاز على الديمقراطية الداخلية"، وفق تعبيرهم. وبينما توعد "بلاهوادة"، التيار المعارض لشباط، بتضييق الخناق على الأمين العام لحزب "الميزان"، وطالبه بالاستقالة قبل الإقالة، وجه كل من عبد الواحد الفاسي، مؤسس "بلا هوادة"، وعبد الحق التازي، القيادي السابق في حزب الاستقلال، انتقادات لاذعة إلى الأمين العام الحالي بسبب ما قالا إنه "تعمُّد شباط الإجهاز على الهياكل الداخلية للحزب، وتهميش مصلحة التنظيم، ما انعكس سلبا من خلال النتائج المخجلة التي حصدها الاستقلال في الحواضر الكبرى في استحقاقات شتنبر"، وفق تقييمهما. نجل علال الفاسي، وفي تصريح لهسبريس على هامش انعقاد لقاء لمجلس "تيار بلا هوادة"، الذي أنهى أشغاله في ساعة متأخرة من ليل أمس، قال إن "شباط مدعو لتقديم استقالته على وجه السرعة"، مشيرا إلى أن صدور قرار محكمة النقض بإعادة النظر في القضية التي رفعها أعضاء التيار إثر طعنهم في شرعية المؤتمر الرابع عشر للحزب، بعدما سبق أن أصدر فيها القضاء حكما لصالح شباط، هو بمثابة "انتصار للشرعية الديمقراطية". وأفاد عبد الواحد الفاسي بأن هناك عملا على مستوى مجموع أقاليم المغرب من أجل "إعادة قطار حزب الاستقلال إلى سكته الطبيعية"، وهو التعبير الذي أعاده عبد الحق التازي، القيادي السابق في "حزب الميزان"، والمدير العام الأسبق لمؤسسة الرسالة التابعة للحزب، حيث أورد لهسبريس أن "هناك تحركات حقيقية للضغط على شباط من أجل مغادرة سفينة قيادة الاستقلال، والعمل على تنظيم مؤتمر استثنائي لاختيار أمين عام جديد بطريقة ديمقراطية". التازي، الذي كان يعد من صقور حزب الاستقلال إلى جانب كبار القيادات التاريخية، من ضمنها امحمد بوستة وعبد الكريم غلاب، وأيضا محمد السوسي الذي أقاله الأمين العام من منصب مفتش عام الحزب، زاد أن الأمور تنحو نحو "تضييق الخناق على الأمين العام الحالي من أجل تنفيذ وعده بالاستقالة من منصبه، أو إقالته إن اقتضى الأمر". من جانبه، المنسق الإقليمي لحركة "بلا هوادة" في الدارالبيضاء، محمد العصفور، قال، ضمن تصريحه لهسبريس، إن "عهد شباط انتهى"، مضيفا: "لقد كثفنا أنشطتنا واتصالاتنا مع مناضلي الحزب لأجل إعادة الإشعاع إلى تنظيمنا السياسي، الذي ساهم شباط في خفوته بشكل كبير"، وفق تقييمه.