بعد الخطاب الملكي خلال عيد العرش لهذه السنة، الذي وجه فيه الملك محمد السادس انتقادات لاذعة لعمل مجموعة من القناصلة المغاربة في عدد من الدول عبر العالم، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن تعيين 31 قنصلا جديدا في مجموعة من قنصليات المملكة بالخارج. جاء هذا الإعلان خلال ندوة صحافية عقدها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، اليوم بمقر الوزارة، حيث أكد أن هذا التغيير يشمل ثلثي القنصليات المغربية العاملة بالخارج، ويأتي استجابة للخطاب الملكي في عيد العرش المنصرم. مزوار كشف أن 80 في المائة من القناصلة الذين تم تعيينهم سيتحملون هذه المسؤولية لأول مرة، بينهم نسبة كبيرة من الشباب و25 في المائة نساء، في ما تم تعيين الباقين في إطار عملية إعادة الانتشار. وتأسف وزير الخارجية لما أسماها "الصورة السلبية" للقناصلة المغاربة في الخارج، مخاطبا الأطر الذين تم تعيينهم بالتأكيد على أن مهمتهم هي خدمة المواطن، والاستجابة للتوصيات الملكية في هذا المجال، مضيفا أنه يريد أن يكون لهذه المحطة دور إيجابي من أجل محو الصورة السلبية التي ترافق عمل القنصليات العامة. وتوعد مزوار بالتعامل ب"صرامة مع المقصرين"، موضحا أنه سيتم عقد اجتماعات دورية من أجل تقييم عمل القناصلة، ومؤكدا على ضرورة أن يتحملوا المسؤولية في إطار النزاهة. وفي ما يخص "الخط الهاتفي الأخضر" الذي أطلقته وزارة الخارجية من أجل استقبال شكايات المهاجرين المغاربة بالخارج، كشف المتحدث ذاته أنه تم استقبال ما يناهز 2400 مكالمة، منها 439 شكاية، تم إيجاد حل لحوالي 80 في المائة منها. أما بالنسبة لعمل القنصليات وتجديدها، فذكر مزوار أنه سيتم تخصيص 240 مليون سنتيم لإصلاح بعضها، وذلك في إطار تقوية عملها، وخدمة المهاجرين المغاربة، داعيا القناصلة الجدد إلى نهج "سياسة الأبواب المفتوحة أمام المهاجرين وعدم غلق مكاتبكم على أنفسكم". وتابع المتحدث ذاته أن الإصلاحات التي ستقوم بها الوزارة تشمل أيضا هياكلها المركزية، من خلال دراسة جوانب النقص والعمل على تجاوزها، مضيفا أن "هذا التغيير سيتم بالارتباط مع الإصلاحات الجديدة". التغيير الذي شمل القناصلة المغاربة في الخارج يمهد، بحسب وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى تغيير سيشمل أيضا عددا من السفراء قريبا "من أجل تقوية العمل الدبلوماسي المغربي في الخارج ومكانته على الساحة الإقليمية والدولية"، على حد تعبير مزوار.