أجمع متدخلون خلال افتتاح دورة تكوينية، ينظمها مجلس الجالة المغربية بالخارج بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والإتصال، على تقصير الإعلام المغربي في التعاطي مع ملفات الهجرة، مشددين على ضرورة العمل من أجل تقوية القدرات المهنية والعلمية للمشتغلين في القطاع، وذلك لمعالجة المعطياات ذات الصلة بقضيا الهجرة والجالية. عبد الله يوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، شدد في كلمته، أمام الصحفيين المشاركين في الورشة التكوينية، التي تمتد ليومين، على أن الإعلام طرف أساسي في الدينامية التي تعرفها الهجرة عموما، والهجرة المغربية على الخصوص، مؤكدا أن الاهتمام بالهجرة والجالية يبقى دون المكانة اللائقة في الاعلام المغربي، رغم القيمة التي يحتلها المهاجرون إنسانيا في المجتمع. واعتبر بوصوف أن الهدف من اللقاء هو خلق فضاء لتبادل وتقاسم التجارب، وإغنائها، بين الصحفيين وباقي المتدخلين على المستوى الأكاديمي والمؤسساتي والمدني، داعيا إلى خلق "شبكة للصحفيين والفاعلين"، قادرة على الاشتغال باستمرار على سؤال الهجرة والجالية، وأن أن تكون منتجة لمعرفة مهنية وعلمية في المجال. وأكد الأمين العام للCCME على أن المجلس لديه استعداد دائم لتقديم المساعدة للصحفيين ومنابر الإعلام من الراغبين في الإشتغال على تيمة الهجرة، مضيفا أن "العرض الإعلامي المغربي لا يقدم فهما عميقا للظاهرة". نفس العتاب أيده عبد المجيد فاضل، مدير المعهد العالي للإعلام والإتصال، الذي ركز على أن الهجرة قضية أساسية باعتبارها ظاهرة عالمية، واعتبر أن الإعلام المغربي يهمل الإشتغال على الموضوع، وأن التخصص فيه "لا يرقى للمستوى المطلوب"، على حد تعبيره. مدير الISIC قال إن الدراسات التي تتحدث عن الهجرة تصدرها مؤسسات أجنبية، و"غالبا ما تتناول الموضوع بطريقة نمطية، لا تعكس وضعها الحقيقي"، مشددا على ضرورة تأهيل الصحفيين لتمكينهم من المهارات الكفيلة بمعالجة ملف الهجرة والجالية بالطريقة الصحيحة. الدورة التكوينية التي تنظم بإحدى فنادق الرباط، اختير لها عنوان: "بناء الإستراتيجيات الإعلامية في موضوع الهجرة"، ويشارك فيها 25 صحفيا من مختلف المنابر الصحفية والإعلامية المغربية، بينما يؤطرها محمد الخمسي، الخبير في الإستراتيجيات، والصحفي نجيب بنشريف، وهي من تسيير الإعلامي سعيد الخمسي. وقد أكد المنظمون، في أرضية النقاش التي تعني الموعد، أن هناك غيابا لاستراتيجية إعلامية لدى المؤسسات المشتغلة على قضايا الهجرة والجالية، واقتصار التعاطي الاعلامي على مواكبة الأحداث والمستجدات في أحسن الأحوال، مع غياب مواد حول الموضوع في برامج التكوين والتكوين المستمر لدى المؤسسات المشتغلة على التكوينات الصحفية، ووجود عدد قليل من المهنيين المهتمين، والمشتغلين على الملف. كما أوردت الوثيقة أن أغلب الكتابات الصحفية حول الهجرة والجالية تعتمد على مراجع من دول الاستقبال، أو مراجع ليست ذات مصداقية، ما يجعل المادة الاعلامية المنتجة عاكسة لوجهات نظر المصدر، أو مشوشة في نقل الوقائع، مع نقص التوثيق وضعف أبناك المعلومات، وعدم تحيينها، وأيضا عدم وجود نظام لاعتماد المعطيات وتحديد صدقيتها؛ مع التأكيد على طغيان الصور النمطية في الاعلام السمعي البصري تحديدا. جدير بالذكر أن اللقاء الإفتتاحي للدورة التكوينية المنعقدة بالرباط قد شهد توقيع اتفاقية إطار بين مجلس الجالية المغربية بالخارج، من جهة، والمعهد العالي للإعلام والاتصال من جهة ثانية؛ وذلك للتعاون بين الطرفين في ما يخص ملف الهجرة والجالية، حيث اعتبر عبد الله بوصوف، الأمين العام للCCME، أن "الاتفاقية هي رسالة لمغاربة العالم، مفادها أن مؤسسات المغرب مهتمة بأمرهم، وتضعهم ضمن سياساتها العمومية".