واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، اهتمامها بأزمة اللاجئين في ضوء اجتماع القادة الأوروبيين اليوم الخميس ببروكسيل، وبتطورات الوضع في القدس الشريف على خلفية ما بات يسمى بانتفاضة السكاكين والتصعيد الأمني الإسرائيلي غير المسبوق. ففي بلجيكا تطرقت الصحف إلى موضوع انعقاد اجتماع القادة الأوروبيين اليوم الخميس لمناقشة أزمة اللاجئين. وفي مقال بعنوان "الهجرة .. الأوروبيون يواجهون اختياراتهم''، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن هذا الاجتماع سيكرس مرة أخرى لقضية الهجرة، مشيرة إلى أنه ما دام ليس من المنتظر أن يتم اتخاذ قرارات ملموسة في هذا الشأن، فإن هذه المناقشات ستشكل فرصة لتقييم التقدم الحاصل في تنفيذ القرارات التي اتخذت في القمة الاستثنائية المنعقدة في 23 شتنبر الماضي. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن خطة العمل المشتركة التي يرغب الأوروبيون في وضعها مع تركيا ستكون محورا أساسيا في هذه المناقشات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن بلدان الاتحاد الأوروبي ال28 تعتمد في الواقع على هذا البلد لوقف تدفق اللاجئين السوريين الذين يحاولون الالتحاق ببلدان الاتحاد الأوروبي. وتحت عنوان ''القمة .. مشاكل أكثر من الحلول على الطاولة''، اعتبرت صحيفة (لوسوار) أن هذا الاجتماع، الذي سيخصص بشكل حصري تقريبا لأزمة اللاجئين، سيستعرض المشاكل المطروحة والحلول الممكنة وأخيرا القرارات التي لم تنفذ أو واجهت صعوبات في التنفيذ. وأضافت الصحيفة أنه سيتم، في هذه القمة، التطرق كذلك إلى إمكانية إقناع أنقرة بضرورة إبقاء اللاجئين فوق أراضيها. وفي فرنسا عادت الصحف للحديث عن أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، على هامش اجتماع اللجنة المركزية للمقاولة لشركة (اير فرانس)، وتداعياتها على الحوار الاجتماعي في البلاد، خاصة بعد اعتقال خمسة مستخدمين بالشركة للاشتباه في تورطهم في هذه الأعمال. وفي هذا الصدد تساءلت صحيفة (ليبراسيون)عما إذا كانت حالة (اير فرانس) ستخلق انقساما داخل الحكومة، بعد أن أدت إلى ذلك داخل اليسار، مشيرة إلى أنه إذا كان الجميع ينادي بالحوار داخل شركة (اير فرانس) فإن أعضاء الحكومة لا يسيرون في نفس الاتجاه. وأضافت الصحيفة أنه بعد عشرة أيام على وقوع أعمال العنف ب(اير فرانس) والتي كشفت عن تدهور مناخ الحوار الاجتماعي داخل الشركة، فإن هذا الملف أصبح ينم عن مخاطر سياسية بالنسبة للحكومة ويهدد بنسف تماسكها، معتبرة أن محاكمة خمسة مستخدمين بالشركة من أجل ارتكاب أعمال عنف لن يساهم في التهدئة. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) إن شروط اعتقال المستخدمين الخمسة بالشركة في منازلهم في الصباح الباكر ووضعهم رهن الحراسة النظرية لأزيد من ثلاثين ساعة أثارت الكثير من الجدل. وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الوزير الأول مانويل فالس دعا إلى أكبر قدر من الصرامة، فإن الرئيس فرانسوا هولاند أعرب عن أسفه لقساوة بعض القرارات التي يمكن أن يكون اتخذها أرباب العمل. من جانبها أكدت صحيفة (لو فيغارو) أن إدارة الشركة تبحث عن الخروج من الأزمة وتعتزم إنشاء لجنة للحكماء، مشيرة إلى أنه، في مواجهة هجمات أقصى اليسار، تعمل الحكومة على إعادة تركيز خطابها السياسي. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بموجة العنف التي تشهدها مدينة القدس الشريف بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبين سكان هذه المدينة من العرب. فتحت عنوان "تصاعد مقلق للعنف في البلدة القديمة للقدس"، كتبت (إلموندو) أن قوات الاحتلال فرضت نقاط تفتيش بالأحياء العربية في المدينة. وتابعت اليومية أن القوات الإسرائيلية قررت تدمير منازل الفلسطينيين الذين يهاجمون الإسرائيليين، وعدم تسليم جثتهم إلى أهاليهم، وذلك في محاولة لوقف "انتفاضة السكاكين". من جهتها قالت (لا راثون) إن السلطات الإسرائيلية قامت باتخاذ سلسلة من التدابير والإجراءات تروم الحد من الاحتكاك بين السكان الإسرائيليين والعرب في مدينة القدس. وأضافت اليومية أنه تم إغلاق الأحياء العربية بالمدينة المقدسة لتفادي هجمات جديدة، بعد وفاة إسرائيليين في هجمات بالسكاكين، وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي قيودا على الولوج إلى الجزء الغربي من القدس. أما (إلباييس) فأشارت إلى أن إسرائيل اتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة منذ اندلاع انتفاضة 2005، بعد موجة عنف أودت بحياة سبعة إسرائيليين ونحو ثلاثين فلسطينيا في الأسبوعين الماضيين. وأضافت اليومية أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية وافقت، أيضا، على نشر قوات عسكرية وتعزيزات أمنية بأحياء المدينة المقدسة وفي مدن أخرى بالمنطقة. وفي سياق متصل أوردت (أ بي سي) أن الإجراءات الأمنية التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية تم تنفيذها على الفور في مناطق مختلفة من الجزء الشرقي من مدينة القدس. وأشارت اليومية إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت، أمس الأربعاء، شابين فلسطينيين فقط للاشتباه في كونهما يخططان لتنفيذ هجمات بالسكاكين ضد مستوطنين يهود. وفي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها في تعليقاتها على ملف اللاجئين، إلا أنها سلطت الضوء على الانتقادات الموجهة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول السياسة التي اعتمدتها في هذا الملف. وابرزت (فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ)، في تعليقها، أن قاعدة المنتقدين لسياسة المستشارة ميركل في معالجة ملف اللاجئين بدأت تتوسع وسط حزبها الديمقراطي المسيحي وحليفه الحزب الاجتماعي المسيحي، مذكرة أن المستشارة تمكنت في العديد من القضايا أن تحافظ على قوتها خاصة في ما يتعلق بسياسة الطاقة، ونظام الحصة النسائية وأزمة الأورو. ولاحظت الصحيفة أن الأهداف المنشودة من خلال كل القضايا السابقة كانت واضحة خلافا لملف اللاجئين الذي اعتبرت أنه يكتنفه الغموض بل مخاوف كبيرة إذ أن أهدافه غير واضحة وتدفق اللاجئين متواصل على نطاق واسع وفق الصحيفة. من جهتها عبرت صحيفة (هاندلسبلات) عن اعتقادها أن الإحباط الذي يستبطنه جزء من أعضاء المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي التي تضم حزب ميركل وحليفها الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري، لا يمكن تجاهله، مشيرة إلى أن المعارضين المحتملين بالتحالف قد يرتفع عددهم. وكتبت صحيفة (براونشفايغر تسايتونغ)، من جانبها، أن الانتقادات لم توجه للمستشارة ميركل فحسب بل شملت الائتلاف بأكمله إذ تعتبر أن هذا الأخير "لم يفعل شيئا لوقف موجة اللاجئين الوافدين على ألمانيا، ووقف الفوضى على الحدود، والاستمرار في التعتيم بخصوص البيانات حول مراكز استقبال طالبي اللجوء". في ذات السياق أشارت الصحف إلى أن البرلمان الألماني (البوندستاغ) سيصوت اليوم على حزمة قوانين خاصة باللجوء تقدمت بها الحكومة الاتحادية. وتساءلت صحيفة (دي فيلت) عن طبيعة هذه التعديلات التي ستطرأ على قانون اللجوء الألماني، معتبرة أن البرلمان ومجلس الولايات (البوندسترات) لهما كامل الصلاحية في التعديل، إلا أن استمرار تدفق اللاجئين بهذا الزخم قد يؤثر على سير عمل الولايات، وأيضا على الحق الأساسي في اللجوء والاتفاقية الدولية في هذا الشأن.