بات الكثير من الأطفال يعانون مع أنواع الحساسية، ما بين حساسية الجلد ك"الإكزيما"، أو ظهور بثور جلدية عند ملامسة بعض المواد، إلى جانب حساسية الجهاز التنفسي عن طريق اختناق الأنف وانسداد مجرى الهواء والمسالك التنفسية، والذي قد يتطور إلى الإصابة بالربو؛ والحساسية من بعض الأطعمة كالشوكولاتة والفراولة والبيض. وتظهر علامات الحساسية في سن مبكرة قد تبدأ منذ أيام الرضيع الأولى؛ بسبب تحسسه من الحليب الاصطناعي، عبر ظهور أعراض "الإكزيما" والالتهاب الجلدي. كما قد يصاب الرضع والصغار بحساسية الأنف، متمثلة في سيلان مائي خفيف وشفاف من الأنف، وتكرر العطس والحكة على مستوى الجلد طيلة فصلي الخريف والشتاء وجزء من فصل الربيع. واعتبرت الدكتورة هدى الوليل، اختصاصية أمراض الحساسية والجهاز التنفسي، أمراض الحساسية، كالتي تطال الجهاز التنفسي أو الجلد، أو حساسية الجهاز الهضمي تجاه بعض المواد الغذائية، من أكثر الأمراض شيوعا في العالم؛ كما أن أعداد المصابين بها في تزايد، وتنتج عن انعدام تقبل الجسم لمادة ذات طبيعة مسببة للحساسية. وأوضحت الاختصاصية، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الأطفال الذين لهم أم أو أب أو أخ مصاب بأحد أنواع الحساسية، يكون معرضا أكثر لاحتمال الإصابة؛ ويرتفع هذا الاحتمال إذا كان جميع الإخوة مصابين. ولتفادي الإصابة بالحساسية عند الأطفال، أوصت الدكتورة الوليل الأمهات الحوامل بالاهتمام بنوعية التغذية وتوازنها، والابتعاد عن الأطعمة غير الطبيعية أو الخالية من أي فوائد غذائية، موضحة أن الامتناع عن تناول بعض المواد خلال الحمل أو الرضاعة، كالسمك والبيض والحليب، خوفا من ظهور أعراض الحساسية على المولود ليس له أي أساس علمي، محذرة من مغبة تعرض الحامل إلى حالة سوء التغذية وتعريض الجنين للخطر بسبب هذه التصرفات الخاطئة. وأبرزت المتحدثة أهمية حليب الأم خلال الشهور الأولى للرضيع، وفوائده الغذائية والمناعية والنفسية، ومساهمته في الوقاية من احتمال الإصابة بالحساسية على وجه عام، مشيرة إلى أن نسب الإصابة بحساسية الجلد أو التحسس من حليب البقر أو مرض الربو أقل عند الرضع الذين استفادوا على الأقل في الشهور الأربع الأولى من حليب الأم وحده. أما إذا كان لبن الأم لسبب ما غير كاف، فينصح باستخدام نوع حليب الرضع المضاد للحساسية، والذي يقي من الإصابة من أمراض الحساسية. وترى الطبيبة الأخصائية أن أفضل وقت لتناول الأطعمة الصلبة عند الرضيع يبدأ بين الشهر الرابع أو السادس، عندما يصبح الطفل في حالة جسدية مناسبة، ويقدر على الجلوس بسَنَد وعلى التحكم كفاية في عضلات عنقه"؛ ولا ينصح بتأخير هذه المرحلة إلى ما بعد الشهر السادس تفاديا لتعريض الطفل لسوء التغذية، ولا بتعجيلها قبل الشهر الرابع تجنبا لتعريضه للحساسية، على أن يتم إعطاؤه كل عنصر غذائي جديد كل 3 إلى 5 أيام، في غياب أي رد فعل، وعلى الأم الاستمرار في إدراجه في النظام الغذائي للطفل عدة مرات في الأسبوع لتساعد جسمه على مواصلة تقبله"، تقول الوليل لهسبريس.