حسب أحد أعضاء مجلس إدارة مسجد روما فإن المغرب تدخل على أعلى المستويات ليضخ أموالا في خزينة المسجد أمام الإختلالات التي اعترت التقرير المالي الذي قدمه المغربي "عبد الله رضوان" الكاتب العام للمسجد المعين من قبل الحكومة المغربية في هذا المنصب. بحيث تم التوافق بين الدول الإسلامية منذ تأسيس أكبر مسجد بأوروبا سنة 1994على أن تتولى شخصية مغربية منصب الكاتب العام الذي يتولى التسيير اليومي وأن يكون الإمام مصريا في حين تأول رئاسة المجلس الإداري إلى العربية السعودية التي مولت بناء المسجد. وحسب بعض المصادر الإعلامية فإن صراعا خفيا نشأ بين المملكتين المغربية والسعودية نتيجة إصرار السعوديين على استبعاد "عبد الله رضوان" أمام الخلل الذي شمله التقرير المالي والذي قدر بحوالي 150 ألف أورو، وهو ما أكده السفير الإيطالي السابق وعضو مجلس إدارة المسجد "ماريو شالويا" لوكالة الأنباء "أدنكرونس" حيث أقر بالخلل المالي الذي اعترى حسابات المسجد إلا أن ضخ المغرب للأموال في حسابات المسجد أرجعت الثقة في الكاتب العام الحالي. وقد سارعت بعض الأوساط المغربية إلى الدفاع عن كاتب العام المسجد الذي هو عضو "لجنة الإسلام الإيطالي" التابعة لوزارة الداخلية الإيطالية، بحيث حسب هذه الأوساط فالأمر يتعلق بمحاولة إبعاد "عبد الله رضوان" المعروف بمواقفه المعتدلة فحسب النائبة البرلمانية من أصل مغربي "سعاد السباعي" فإن "الكاتب العام هو ضمان للحوار فبفضله اليوم لا يوجد بروما متطرفين وقد سير المسجد بطريقة فعالة، وان أي اختيار لشخص من خارج الجالية يعد نوعا من الجنون" النموذج محل التساؤلات!!! وتأتي هذه الوقائع بعد أقل من أسبوعين من نشر التقرير الذي رفعته "لجنة الإسلام الإيطالي"، التي يشكل الكاتب العام لمسجد روما أحد أعضائها ، إلى وزير الداخلية حول وضعية المساجد والذي اعتبر مسجد روما نموذجا يجب أن يحتذى به في التسيير والتنظيم!!!إلا أن الإختلالات المالية في حسابات المسجد وتدخل السلطات المغربية لإنقاذ منصب الكاتب العام يطرح العديد من التساؤلات. ويتميز مسجد روما الذي يكاد يعتبر المسجد الوحيد بإيطاليا الذي تتوفر فيه شروط المساجد بإفراطه في الرسميات بحيث يشبه بعض المساجد العربية الرسمية في كل شيء ،فلا يفتح أبوابه إلا في أوقات محددة وفي الغالب لا يعرف حضورا مكثفا إلا أيام الجمعة والأعياد وهذا ما يجعل العديد من المسلمين يوجهون الانتقادات لهذه الطريقة في التسيير،فقد ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" في بداية الشهر الجاري أن العديد من المصريين عبروا عن استيائهم من إمام المسجد، المصري الأصل ، لعدم تناوله لموضوع الاحتجاجات المصرية التي كانت في أوجها واكتفاءه بخطبة تقليدية وكأن شيئا لا يحدث.