أعلن حليم بن عطا الله وزير الدولة الجزائري المكلف بالجالية أن بلاده قررت تجميد مساهمتها المالية في بناء مسجد مرسيليا الأعظم بجنوب فرنسا، والذي ستنطلق أشغال انجازه خلال ستة أشهر. وأوضح بن عطا الله في مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس بباريس أن قرار الحكومة الجزائرية بتجميد الميزانية المرصودة للمساهمة في بناء مسجد مرسيليا اتُخذ بناء على رغبة الجالية الجزائرية المقيمة في مرسيليا. وقال ان بلاده تدعم فكرة بناء مسجد كبير في مدينة مرسيليا التي تضم ثاني أكبر جالية مسلمة في فرنسا بعد العاصمة باريس، ولكنها تريد أن تكون طريقة تسيير هذا المجلس محل إجماع بين مختلف الجاليات المسلمة في مرسيليا. وعلى جانب آخر لم يفصح الوزير الجزائري عن قيمة الميزانية الإجمالية التي رصدتها السلطات الجزائرية، مشيرا إلى أن بلاده ساهمت ب160 ألف يورو في الدراسات الخاصة بإنجاز هذا الصرح. من جهته أعرب الإمام عبد الرحمن غول رئيس جمعية مسجد مرسيليا عن استغرابه لقرار الحكومة الجزائرية، مشيرا إلى أنه زار الجزائر منذ حوالي ثلاثة أشهر ووجد ترحابا كبيرا، واستقبله خلال هذه الزيارة عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأكد أن بلخادم تحدث معه مطولا حول مشروع مسجد مرسيليا الأعظم وأهميته، وطمأنه بشأن المساهمة المالية للجزائر في المشروع بالمستوى الذي تنتظره الجمعية، موضحا أنه أدلى بتصريحات حول فحوى ذلك اللقاء دون أن يكذب من طرف بلخادم أو الحكومة الجزائرية. وذكر عبد الرحمن غول أن الانتخابات داخل الجمعية جرت بطريقة ديمقراطية، مشددا على أن الجزائر وغيرها من الدول مدعوة للمساهمة في بناء المسجد دون قيد أو شرط، ودون التدخل في تسييره. جدير بالذكر أن جمعية مسجد مرسيليا كان يترأسها جزائري اسمه نور الدين شيخ، لكنه تم استخلافه بالمغربي عبد الرحمن غول إثر انتخابات جرت قبل أشهر. غير أن جزائريي مرسيليا يرفضون تلك النتائج، كما أن السلطات الجزائرية لم تنظر بعين الرضا إلى تولي غول رئاسة الجمعية، وهو ما جعلها تقرر تجميد مساهمتها المالية إلى غاية تبين طريقة تسيير هذا الصرح الكبير.