تقيم كلية العلاقات الدولية بجامعة بيلاروس الحكومية كل سنة ندوة حول الأوضاع الدولية تسميها قراءات ديبلوماسية. و صادف هذه المرة إقامة الندوة تواجد شخصية ديبلوماسية عراقية حيث ألقت عرضا، الحقيقة قيما و موضوعيا إلى حد جعلني أراجع كل مواقفي من الحكومة العراقية الحالية. فهذه الشخصية من جملة ما أطلعت عليه طلاب قسمي الاستشراق و العلاقات الدولية كون أن أمريكا تعتبر العراق بداية مرحلة إعادة تقسيم خريطة العالم السياسية في منطقة الشرق الأوسط و شبه الجزيرة العربية بدءا بالعراق الذي وافق مجلس الشيوخ على تقسيمه إلى ثلاثة أقسام معروفة. الخطوة الثانية هي تقسيم السعودية إلى ثلاث دويلات، و هذه خطة كوندوليزا رايس إذ أنها ترى أنه لا داعي لتواجد دول المنطقة داخل الحدود الراهنة. و البديهي أن الأمر لن يتوقف فقط على هذه المنطقة بل سيتخطاها مستقبلا إلى بلدان أخرى. كما اعترفت هذه الشخصية بأن الهدف من احتلال العراق كان هو البترول بالدرجة الأولى. و عن سؤال طرحته عليه يخص تحمل السلطة العراقية الحالية المسئولية الكاملة فيما يحصل بالبلاد، إذ لو لا تعاون المعارضة العراقية مع المخابرات و الإدارة الأمريكيتين لما تجرأت أمريكا على ضرب العراق و احتلاله، كان جوابه كالتالي: أن المعارضة ارتكبت أخطاء أثناء تعاملها مع الأمريكان قبيل الحرب إذ كانت تعطيهم معلومات خاطئة مضمونها أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل. و هكذا يتبين أن ما يحصل للشعب العراقي اليوم هو نتيجة طموحات المعارضة السياسية و أطماعها في الوصول إلى السلطان. "" و عن حرب إيران المرتقبة شاطرني الرأي في كون هذه الحرب قد تؤدي إلى الإطاحة ببعض الأنظمة بالمنطقة و إقامة بديلا لها يكون بمثابة الحصن المانع للمنظمات الإرهابية مثل تنظيم "القاعدة". بل و أضاف أن " القاعدة" تبحث عن البلاد الضعيفة للتمركز بها و هذا ما حاولته بالعراق في بداية الاحتلال حيث لم تكن هناك لا شرطة و لا سلطة. و أضاف أن الأمريكان يحقون هذا الوضع جيدا و لهذا لا يجرؤون على مهاجمة إيران حاليا بل و حتى الدول العربية المجاورة أصبحت متحفظة في علاقتها بهذه الحرب المحتملة علاوة أن لطهران حلفاء في لبنان وفلسطين "حركة حماس"قادرون على ضرب إسرائيل مما يجعل أمريكا تتريث في هجومها و هذا في صارح إيران لأن الزمن يشتغل لصالحها. و في محادثة فردية بعد انتهاء الندوة طلبت منه إمكانية إجراء استجواب معه خاص متعلق بالقضية العراقية فكان جوابه بالموافقة و قد أخذت على عاتقي مسؤولية عرض نص الاستجواب عليه للموافقة قبل نشره بهسبريس. مينسك 10/10/2007