"المغرب، أجمل بلد في العالم" مقولة يُروج لها هنا وهناك خارج حدود الوطن في المنشورات التي تُعرض بأروقة المعارض الدولية التي تهتم بالمنتوج السياحي ويشارك فيها المغرب تعريفا بمنتوجاته المحلية. " المغرب أجمل بلد في العالم" مقولة تصح فقط حينما يتعلق الأمر بساحة الفنا الساحرة وسط مراكش الحمراء التي تجذب لها الملايين من السياح طيلة السنة لتذوق أكلة استثنائية تُدعى "الطنجية "، يتحدثون عنها لذويهم عند عودتهم إلى بلدانهم. تتحقق أيضا المقولة عند مشاهدتك لمنظر غروب شمس استثنائي، حينما تعانق الكثبان الرملية لمرزوڭة العميقة، وتضرب لك موعدا مع ألذ وأشهى طاجين بواد أوريكا، وتقوم بجولة لشلالات أوزود الرائعة، دون أن تنسى زيارة خفيفة إلى شواطئ الشمال و " أرخبيلاته " التي تستقبلك بزرقة مياه أبدع الخالق في تصويرها، وفي الأخير ستتأكد فعلا أن المغرب أجمل بلد في العالم حين تزور مدينة إفران جوهرة الأطلس بجمالها وتميزها عن باقي مدن المملكة الجميلة! لكن تسقط تلك المقولة عند أول زيارة لك لساحة من ساحات مدينة الرباط التي تشهد بشكل يومي وقفات احتجاجية لمواطنين يطالبون بحق من حقوقهم أو ربط المسؤولية بالمحاسبة، كأولئك الذين طالبوا في وفقة سلمية بضرورة فتح تحقيق في قضية وفيات مجموعة من الحجاج المغاربة بمنى، لكن وجدوا قوات الأمن تنتظرهم ب "الهراوات " رغم أن عددهم لم يتجاوز عشرة أفراد، الأمر الذي يتطلب لفض تجمعهم فقط لباقة في الكلام من طرف مسؤول أمني يتواصل جيدا عوض اثقانه لغة العنف و " التصرفيق" والركل. الفيديوهات التي تداولتها مجموعة من المواقع الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي كشفت لنا عن الوجه البشع للوطن، فيما يخص التسويق للديموقراطية والحرية التعبير و الحق في التظاهر و الاحتجاح السلمي، المفاهيم التي نسوق لها كثيرا عن طريق الاعلام و المنتديات الدولية ونسعى هنا جاهدين في إكتسابها بعدما حُرمنا منها لسنوات عجاف! حين تقرأ في المجلات والكتب عن " أجمل بلد في العالم" أو تتاح لك إمكانية زيارته، أول ما تكتشف عند نزولك في إحدى مطاراته، أن لمواطنيه قيمة و شأن و أن كل ظروف العيش و الكرامة ملائمة كي يتجمل الوطن و يزيد جمالية في عيون ساكنيه ويترك فيه المسؤول انطباعا ايجابيا لدى المواطن. فقط كي لا أنسى، بالمناسبة، جمال الوطن الذي يسكننا قبل أن نسكنه نحن، يكمن في كرامة مواطنيه أولا !