اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين خاصة في القدس، والأزمة السورية وتطوراتها بعد التدخل الروسي، والأزمة السياسية اللبنانية، إلى جانب قضايا إقليمية ومحلية أخرى. ففي مصر، تحدثت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها، عن العلاقات المصرية الفرنسية، في سياق الزيارة التي سيقوم بها بعد يومين للقاهرة الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، رفقة نحو 30 شخصية من أكبر رجال الأعمال وممثلي كبرى الشركات الفرنسية. وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون العسكري سيمثل جانبا من المحادثات، لكن المجال الاقتصادي سيكون الأهم، بالنظر لطبيعة الوفد الذي سيضم خبراء في البنية التحتية والبنوك والخدمات المالية والزراعة والمواصلات والسياحة والطاقة والمنتجات الغذائية، معتبرة أن في ذلك ما "يدل على أن السوق المصرية أصبحت سوقا جاذبة ومغرية للمستثمرين، وأن الاقتصاد المصري بدأ في الانطلاق، وهو ما تظهره كل المؤشرات، سواء في معدل النمو أو معدلات التضخم أو ازدهار الأداء البنكي". أما صحيفة (الجمهورية) فعادت للحديث عن ذكرى حرب أكتوبر وقالت، في افتتاحية بعنوان "قادرون على انتصار جديد"، إن "مصر تواجه الآن معركة مصيرية حقيقية هي معركة البناء والتقدم نحو مستقبل أفضل. ولا خيار في هذه المعركة إلا تحقيق النصر بوحدة الصف وقوة الإرادة وهي الأسلحة نفسها التي بفضلها حققنا النصر في معركة أكتوبر المجيدة". وفي قطر، سلطت صحيفة (الشرق) الضوء على العلاقات القطرية التركية، وذلك بمناسبة احتضان الدوحة أشغال منتدى الأعمال القطري التركي، مبرزة، في افتتاحيتها، أن العلاقات بين البلدين "تسير نحو أبعاد جديدة ومتنوعة استراتيجية، يعززها في ذلك الحرص المشترك على دينامية وحيوية هذه العلاقة المتميزة، على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، لتأخذ مناحي أخرى". وأضافت الصحيفة أن العلاقات القطرية التركية "تنطلق من رؤى وأهداف واضحة، ترسمها وتفعلها لجنة استراتيجية عليا لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات". وبدورها، أكدت صحيفة (الراية) أن العلاقات "الاستراتيجية المتميزة بين قطر وتركيا على جميع الأصعدة تشهد نموا وازدهارا بفضل القيادة الحكيمة في البلدين التي أولت القضايا الإسلامية كل اهتمامها إلى درجة تنسيق المواقف الخارجية نظرا لتطابق الآراء إزاء الملفات الإقليمية"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات "تشهد حاليا ازدهارا بفضل انفتاح آفاق الاستثمار بين البلدين وحجم التبادل التجاري الكبير". ولاحظت الصحيفة أن العلاقات الاقتصادية القطرية التركية "تشهد ربيعا دائما"، مؤكدة في افتتاحيتها أن البلدين يسعيان لتهيئة البيئة المناسبة للاستثمارات المشتركة والسعي للتوصل لشراكات بناءة تصب في صالح الطرفين، مبرزة أن المجال الاقتصادي بين البلدين يشهد نموا متزايدا حيث ارتفع حجم التبادل التجاري من 3,8 مليار ريال قطري "دولار واحد يساوي 3,6 ريالات" في عام 2008 إلى 6,7 مليار ريال قطري في عام 2014 . وفي الأردن، قالت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "التدخل الروسي.. أين يقف الأردن¿"، أن الأردن "لم يذهب إلى ما ذهبت إليه مصر في تأييد التدخل العسكري الروسي في سورية"، وفي الوقت ذاته، لم يضع توقيعه على البيان السباعي الذي أدان "العدوان الروسي" على سورية. وحسب كاتب المقال، فإنه "لا يمكن التضحية بالعلاقات الأردنية مع روسيا لمجرد الاختلاف معها حول الموقف من سورية"، ذلك أن دعم روسيا للنظام السوري ليس أمرا جديدا ولا مفاجئا، ومع ذلك حافظت عمان على خطوط الاتصال مفتوحة مع موسكو طوال سنوات الأزمة في سورية. وعن الاعتداءات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، كتبت (الدستور)، في مقال بعنوان "(داعشية يهودية) تحرك نتنياهو وحكومته وائتلافه"، أن إسرائيل تصعد من وتيرة خطابها الحربي العدواني تزامنا مع تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، في إجراءاتها القمعية. وأضافت الصحيفة أن الفلسطينيين في "هبة شعبية لمقاومة الاستيطان والإذلال، واستنقاذ ما تبقى من مشروعهم الوطني، ومن حلم الحرية والاستقلال"، معتبرة أن الإجراءات والسياسات والتشريعات الإسرائيلية "وحدها الكفيلة، بتحويل الهبة إلى انتفاضة، والانتفاضة إلى انفجار كبير، وهو أمر لم يعد مستبعدا (...)". وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "نقطة الأصل في الانتفاضة الثالثة"، إن إسرائيل تصر على "تصدير توصيفات الإرهاب على الشباب الفلسطيني" الذي يحاول أن يردع الهجمات الإسرائيلية على المقدسات والمحرمات، وبذلك تضع نفسها في صفوف تحالفات محاربة الإرهاب بدون وجه مشروع. واستطردت الصحيفة أن إسرائيل تعتقد أن عملية تفردها بالفلسطينيين ستجري في ظل قناعة عالمية بأنها جزء من جهود محاربة الإرهاب، وبذلك ينشغل العالم بالصورة الكبرى والواسعة ويتغاضى عن الوضع الفلسطيني، مشيرة إلى أن الإعلام العربي "مطالب اليوم بمواجهة مرهقة وصعبة أمام إسرائيل التي تتواصل جيدا مع الرأي العام العالمي سواء مباشرة أو عبر وكلائها". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن "المرحلة الحالية لا تمثل تحديا للأمن العالمي والإقليمي فحسب، وإنما تتحدى المفاهيم والقيم التي تحرك الدول والمجتمعات، وهو ما يجعل وقائعها وتبعاتها أكبر من ذي قبل"، مشيرة إلى أن "ما برز من حركات دينية متطرفة يفوق خطرها الحركات القومية في أوروبا، وذلك لأن امتداداتها أكبر، ولأن تأثير الدين أقوى من تأثير الإثنية". وأوضح رئيس تحرير الصحيفة، في مقال بعنوان "تحديات عالمية كبيرة"، أن المتغيرات التي يمر بها العالم حاليا تمثل تحديا غير مسبوق للعالم الغربي، ذلك أن الاتحاد الأوروبي الذي فتح حدوده لمئات الملايين من الأوروبيين ليعيشوا في كنفه، يواجه اليوم أكبر أزمة للمهاجرين إليه بعد الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت ذاته "برزت وريثة الاتحاد السوفياتي (روسيا) بصورة غير متوقعة، لتتحدى المنهج الغربي في طريقة التعامل مع القضايا المشتعلة". وفي مقال بعنوان "هكذا سترد أمريكا على روسيا"، قالت صحيفة (الوطن) إن "روسيا ورطت نفسها في سورية كما ورط الاتحاد السوفياتي نفسه في أفغانستان"، مشيرة إلى أن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها أقوى بكل المقاييس"، وأن "روسيا ستجر أذيال الخيبة من المنطقة"، متسائلة "هل نحن على استعداد لخوض حرب فتاكة قد تطول عشر سنوات أو أكثر، والأدهى من ذلك أنها ليست حربنا¿". وأوضحت الصحيفة أن واشنطن "بدأت مؤخرا بالتركيز على مصطلح "المعارضة المعتدلة"، وفي وقت مضى كان المجاهدون الأفغان في نظر الأمريكيين "معارضة معتدلة" ثم أصبحوا "إرهابيين" بعدما طردوا الاتحاد السوفيتي"، مضيفة أن هذا "المشهد سيتكرر في سورية، حيث ستصبح المعارضة "المعتدلة" مجاهدة"، وأن "الأمر قد يتطور وتسمح أمريكا وحلفاؤها بالتحاق المجاهدين بها من كل حدب وصوب، وبعد فترة تسمح لها بالحصول على نوع من الأسلحة المضادة للطائرات، لاسيما وأن أمريكا أعلنت أنها لا تنوي تسليم المعارضة أي سلاح يفتك بطائرات روسيا، وهذا يدل على أنها ستفعل عكس ما تقول". وفي لبنان، استأثرت باهتمام الصحف الجلسة الرابعة للحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين أمس، إذ كتبت (الجمهورية) أن هذا الحوار "يدخل اليوم في تحديد مواصفات رئيس الجمهورية، في محاولة يأمل المتحاورون من خلالها أن يعثروا على رئيس تنطبق عليه هذه المواصفات". أما صحيفة (السفير) فعلقت بالقول إن "ما بين أزمة النفايات وبعض العناوين الرئاسية والسياسية تنقل الحوار الوطني في جلستيه، أمس، على أن يتمحور النقاش في جلستي اليوم حول مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية، تمهيدا للانتقال في مرحلة لاحقة إلى غربلة الأسماء التي تنطبق عليها تلك المواصفات". وسجلت أن ذلك يحدث بالرغم من أن "جميع المتحاورين يدركون في قرارة أنفسهم أن ما يفعلونه لا يتعدى حدود التسالي السياسية، وأن (لعبة الكلمات المتقاطعة) لن تنتهي إلى الكشف عن هوية الرئيس الذي سيظل اسمه رهينة عواصم القرار الإقليمية والدولية.. ". ومن جهتها، أشارت (الأخبار) إلى أن الجولة الرابعة من جلسات الحوار الوطني، والأولى لهذا الأسبوع، "سجلت اختراقا متواضعا في ملف رئاسة الجمهورية، بعد موافقة الأطراف المشاركة على حصر نقاش الرئاسة بمواصفات الرئيس، إضافة إلى دعم خطة الحكومة لحل أزمة النفايات".