ذكرت صحيفة "القدس العربي" في عددها الصادر أول أمس الأحد أن العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يقيم في المغرب منذ 22 يناير الماضي يبحث مع الولاياتالمتحدة ما وصفته ب" الحل المشرف" للرئيس المصري حسني مبارك.. وزادت نفس الصحيفة، نقلا عن مصادر وصفت هذه المباحثات بالمتشنجة جدا، والتي عاب فيها الملك السعودي على واشنطن تخليها عن حليف تاريخي مثل الرئيس حسني مبارك، رغم الخدمات التي قدمها للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، سواء موقفه إبان الحرب ضد العراق الأولى والثانية، والوقوف سدا في وجه ما وصف ب"بالأطماع الإيرانية"، ومواجهة طهران في لبنان. وأكدت المصادر أن المباحثات بين الأمريكيين والملك عبد الله بمشاركة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تدار عبر مبعوث أمريكي خاص، وأحيانا قد تكون مباشرة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. كما شددت نفس المصادر على أن ملك السعودية يصر على مخرج مشرف لحسني مبارك لأنه يرى ان كل نهاية على شاكلة ما حصل مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي تشجع الشعوب العربية على تنحية حكامها عبر التظاهرات والثورات، الامر الذي ترفضه الرياض، وهو ما جعلها على دفع مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله الى التنديد بها، واعتبار خروج الجماهير في التظاهرات بمثابة "عمل إجرامي". كما أضيف أن الرياض تعتبر أن أحسن رد على سياسة واشنطن التي تتخلى عن حلفائها هو تبني سياسة تشدد تجاه إسرائيل، وكذلك تبني سياسة حوار متين مع الإيرانيين لتفادي أي صراع مذهبي وعسكري مستقبلا، وكسب تعاطف الجماهير، وبالتالي تفادي هزات اجتماعية، لاسيما أن المصريين شددوا في ثورتهم الحالية ليس فقط على مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الديمقراطية، بل على استعادة مصر لدورها التاريخي في الشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك سياسة التشدد ضد إسرائيل.