أفاد تقرير صادر عن المعهد الجمهوري الأمريكي لتعزيز الديمقراطية حول العالم أن مشاركة النساء المغربيات في الحياة السياسية تجربة متناقضة، معتبرا أن الضغوط الثقافية لازالت تشكل عائقا يحول دون نجاح المرأة في العمل السياسي، بالرغم من أن الدولة تخصص نسبة لا تقل عن ثلاثين في المائة كحد أدنى لتمثيلية المرأة في المجالس التشريعية الوطنية والإقليمية. وجاء في التقرير نفسه أن المرأة المغربية تبقى دائما منوطة بالأدوار التقليدية داخل الأسرة؛ ''رعاية الأطفال، إعداد ثلاث وجبات كل يوم والاهتمام بالشؤون المنزلية'، مضيفا أنها دائما تواجه بالرفض إن أرادت الخروج من المنزل للمشاركة في أنشطة قد تكون في النصف الثاني من اليوم، مما يترك لها فرصة ضئيلة للازدهار في الساحة السياسية، ويتطلب منها جهدا كبيرا للتوفيق بين متطلبات العمل والمنزل. عدة لقاءات عقدها المعهد الجمهوري الدولي للتجمّع من أجل الانتخابات وتعزيز العمليّة السياسيّة، أفادت أن الرجل لا يأخذ على محمل الجد قيمة المرأة في المجال السياسي، وأن النساء أنفسهن غالبا ما يترددن في أخذ المبادرة والوقوف ضد هذه الأنماط "التقليدية الشوفينية"، بحسب ما ورد في التقرير. ومن أجل تغيير هذا التوجه، ينظم المعهد مجموعة من المؤتمرات يُبْرِز فيها الدور القيادي للمرأة، مسلطا الضوء على نماذج لنساء ناجحات ك''البيضاوية الشهيرة التي نجحت في تسلق الجبال، ثم البدوية المنحدرة من منطقة ريفية محافظة والتي أصبحت فيما بعد نجمة سينمائية، وصولا إلى الشابة التي قدمت من الجنوب واستطاعت أن تحصل على مقعد في المجلس الوطني لحزبها"، إذ إن عرض هذه التجارب يشجع المرأة على أخذ المبادرة، بالرغم مما وصفه التقرير بالبيئة غير المشجعة. هذه اللقاءات، التي يتم تنظيمها في القرى والمدن الصغرى، تشمل أنشطة أخرى تشارك فيها نساء تنتمين لأحزاب سياسية مختلفة، تتقاسمن من خلالها معلومات ومهارات تخص الشأن السياسي بغاية تطوير مهاراتهن، والعمل على زيادة الثقة بالنفس في القدرة على تولي القيادة داخل الأحزاب السياسية والتغلب على مختلف التحديات. وشدد التقرير على أن هذا البرنامج لا يهدف إلى جعل المرأة تتبوأ مناصب المسؤولية داخل الحزب الذي تنتمي إليه، لكن الغاية منه هي تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية، مشيرا إلى أن النساء المغربيات تتخذن خطوات هامة نحو تحقيق النجاح في المجال السياسي الذي ظل محتكرا من طرف الرجال. * صحفية متدربة