الصورة من blogpro.ma لم يكن محمّد أمين بلجدل، المجاوز عمره ل27 سنة بقليل، يظنّ أن مجرّد فكرة قد تحوّل حياته وتجعله يغير توجهه المهني من أجير بسيط بالرباط إلى قاطن دائم بوسط عاصمة المعلوميات "سيليكُونْ فَالِي" بالولايات المتحدةالأمريكية.. إذ ردّ محمّد أمين رجّة التحول التي أصابته، في حوار صوتي مجرى مع موقع "بلُوغْبرُو" المغربي، إلى يوم احتفاله بعيد ميلاده عام 2008 وما أعقبه من نشره لصور المناسبة على إحدى المواقع الاجتماعية.. حيث أورد أمين بخصوص تلك الطفرة الاستبصارية: "التقطت لي صور رفقة أخي الأصغر وبضع أصدقاء بالمناسبة، وقد وضعتها على موقع اجتماعي مكن باقي معارفي من الاطلاع عليها.. وقد كان من بين المتصفحين صديق لي اعترضه إشهارا لمنتوج اتصالاتي بذات الصفحة التي عرضت عليها صوري، وبعدها اقتناه..". يعدّ محمد أمين حاليا صاحب مقاولة معلوماتية ب "السيليكُون فَالِي"، أو "غَابَة السِيليكُونْ" كما يحلو للبعض مناداتها، وهو ذات الحيز المحتضن لمقرات شركات عالمية في المجال من قبيل "مَايْكْرُوسُوفت" و"كُوكل" و"فَايْسبُوكْ".. ومن هناك يسهر محمد أمين على تسريع دينامية نمو موقع "كِينْدِي.كُوم" التي قال مُحيطهُ عن فكرته عام 2008 بأنّها "بئيسة" و"غير قادرة على منافسة المشاريع المعلوماتية الأمريكية الرّائدة". وقال بلجدل ل "بْلُوغْبْرُو" بشأن "كِينْدِي" أنّه موقع إلكتروني يمنح لأعضائه إمكانية تشارك وتقاسم عدد من المعطيات المختلفة كالصور والفيديوهات والتعبيرات الكتابية، قبل أن يزيد: "إنه ليس موقعا اجتماعيا.. بل فكرته خاصة به رغم رواج سياقها العام من قبل، فهي تمنح للمسجلين إمكانية إضافية بربح بعض النقود انطلاقا من مردوديات الإشهار التي تبرز على المتصفح.. فالموقع لا يحتكر ربح الإشهار بل يقاسم الجميع قيمته". وأورد محمد أمين بأنّ التسجيل بالموقع والاستفادة من خدماته متاحان للجميع، إلاّ أن التمكن من مردود مادي من الترويجات الإشهارية لا يستفيد منه إلاّ طلبة الجامعات الأمريكية الذين يسجلون بعناوين بريدية إلكترونية متوفرة على امتدادات ".إيدُو"، معتبرا بأنّ "انفتاح الاستفادة حاليا على تعداد كبير تعدّ مخاطرة بالنظر إلى وجود الموقع في مرحلة بدئية لا تمكن من تحقيق الأهداف أمام التعدادات الكبيرة وصعوبة ضبط التلاعبات". وفي سرد المهندس المغربي المعلومياتي محمد أمين لمسار تطور مشروعه أكّد بأنه كن مجرد أجير بسيط بمقاولة مغربية مستقرة بالرباط، ينتظر آخر كل شهر لنيل راتبه.. إلاّ أن توصله لفكرة "كيندي" رفقة أصدقاء له، وهم شركاؤه الحاليون، شهد الشروع الفعلي في الإنجاز على أرض المملكة.. مجملا الإكراهات المواجهة في "الأراء المحبطة التي كان يوردها المحيط الاجتماعي الذي يطلع على الفكرة.. إضافة لغلاء وضعف أداء المقاولات المغربية التي توفر خدمات الإنترنيت بالبلاد و تعقيدات المناخ الاستثماري المغربي الذي يعيق أمورا بسيطة من قبيل أداء ثمن الخادم الإلكتروني خارج الوطن.. وكذا غياب تجربة الأموال الذكية التي يمكن الاستفادة منها لإنجاز المشروع بمواكبة من المموّل تدفع بالتجربة وتموقعها في الإطار الذي يرغب أصحابها في بلوغه". كما أردف محمّد أمين: "في أمريكا تتوفر الأموال الذكية التي بإمكانك أن تستفيد منها من ممولين يقفون بجانبك ويسهمون في مشروعك بمجهودهم التطويري.. كما تتوفر لك بالسِّيلِيكُونْ فَالِي فرص عديدة لقاء أسماء ماهرة تشتغل بمقاولات إلكترونية رائدة ولا تتردّد أبدا في مبادلتك خبراتها.. كما تمتلك فرصا يومية لمقابلة أصحاب رساميل كبيرة بمجرد لجوئك إلى تناول كوب قهوتك الصباحية.. إنه مناخ جيد لمقاولات الويب ورافع من نسبة نجاح مشاريعها". طاقم موقع "كيندي" تيقّن بأن الثبات على الفكرة والجد في العمل يوصلان للنجاح، كما أن مديره المغربي موقن بأنّه لو كان قد أصغى لآراء "اولاد الحومة" لما كان قد حقق مبتغاه.. إلاّ أن المستجد المفرح في هذه التجربة هو تأكيد محمد أمين بلجدل نبأ تقييم مستثمر أمريكي للمشروع في مليون دولار رغما عن حداثته، وهي القيمة المعادلة ل 8 ملايين من الدراهم المغربية.. وبخصوص هذا أورد مدير "كيندي" أنّ العملية لم تنطلق من أساس الفكرة لأنّ مثل هؤلاء المستثمرين يتوفرون دوما على أفكار بالجملة، بل استندت لقيمة فريق العمل وآدائه.. لما فيه الفريق المستقر بالمغرب.. وهو الذي تتوفر فيه ميزات التضامن والتكامل الأدائي لعناصره كنخبة نجاح..