آلاف اللاجئين يفرون كل يوم من بلدانهم الملغومة بحثا عن الأمان، وعدد هائل من هؤلاء لا يفلت من قبضة الموت المباغت في رحلات برية وبحرية محفوفة بمخاطر عديدة، ولعل أكثر ما هز العالم وخلف صدمة كبيرة في نفوس الكثيرين، هي صورة الطفل آيلان ذي الثلاث سنوات الذي لفظ البحر جثته بأحد الشواطئ التركية. نجوم عالميون من ميادين مختلفة، عبروا عن تضامنهم ومساندتهم للاجئين جراء ما يعانونه من هذه الأزمة، إما بمساعدات مادية، أو بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ دعوا من خلالها المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وضع حد لهذه الفاجعة التي تُنقل كل يوم عبر وسائل الإعلام في أبشع صورها. من الملاعب الرياضية، النجم العالمي كريستيانو رونالدو، الحاصل على لقب أفضل لاعب في العالم مرتين على التوالي، عبر عن تضامنه مع اللاجئين من خلال تغريدة له على "تويتر" كتب فيها: "لا أحد في الفريق الوطني غير مكترث لأزمة اللاجئين في أوروبا (...) كل مساندتنا لهم". هذه التغريدة جاءت مصاحبة لصورة المنتخب البرتغالي الذي وقف دقيقة صمت ترحما على ضحايا أزمة اللاجئين قبل بداية إحدى حصصه التدريبية. نجم فريق برشلونة، ليونيل ميسي، أعلن هو الآخر تضامنه مع اللاجئين في تدوينة له على "فيسبوك" ورد فيها: "نحن معنيون بالوضع الذي يعيشه آلاف المهاجرين القادمين إلى أوروبا كل يوم نتيجة الحرب، نناشد المجتمع الدولي بأسره من أجل إيجاد حل سريع لهذه المأساة". خافي مارتينيز، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ، ظهر في صورة له بإحدى محطات القطار وهو يقدم هدايا للاجئين عبارة عن قمصان رياضية وكرات، هذه الصورة نشرها على حسابه الشخصي ب"تويتر" وكتب معلقا عليها: "مرحبا باللاجئين"، مؤكدا أن أي هدية قدمها لهم ستكون قليلة في حقهم. نجوم المنتخب الألماني، عبروا عن دعمهم للاجئين عن طريق شريط فيديو مصور تم نشره على "يوتيوب"، ظهر فيه كل من صانع ألعاب نادي أرسنال مسعود أوزيل، باستيان شفاينشتايغر، جيروم بواتينغ، إيلكاي غوندوغان، ولاعب الوسط بنادي ريال مدريد توني كروس، دعوا من خلاله إلى مساندة اللاجئين وتسهيل دخولهم الأراضي الأوروبية وتقديم الدعم لهم، كما نددوا بعدم استعمال كل أشكال العنف والكراهية ضدهم. جدير بالذكر أن كلا من نادي ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، قد تبرعا بمبلغ ميلون أورو لكل واحد منهما لمساعدة اللاجئين الذين تستقبلهم كل من إسبانيا وألمانيا. كما قررت الأندية الأوروبية الرائدة توفير مبلغ يصل إلى نحو ثلاثة ملايين يورو، لتقديمه كدعم خيري للمهاجرين، وذلك من خلال تخصيص جزء من عائدات بيع تذاكر المباريات ببطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لكرة القدم. من عالم الفن، الممثلة أنجلينا جولي التي دائما توجه اهتمامها نحو الأعمال الخيرية والأعمال الإنسانية، دعت المجتمع الدولي في مقال مشترك لها مع عضو البرلمان البريطاني أرمينيكا هيليتش، إلى التعجيل في إيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة في سوريا. وأشارت جولي التي تشغل حاليا منصب سفيرة النوايا الحسنة في الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن السوريين يهربون من البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والاغتصاب والمذابح، مشددة على ضرورة التمييز بين المهاجرين لأسباب اقتصادية الذين يحاولون الهرب من الفقر المدقع، واللاجئين الذين يهربون من خطر مطبق على حياتهم. مؤلفة سلسلة الكتب الأشهر حول العالم ''هاري بوتر''، الكاتبة البريطانية كي جي رولينغ، نشرت تدوينة على حسابها الخاص ب"تويتر"، معلقة على الصور التي تنشر للاجئين في القوارب، كتبت فيها ''إن لم تستطع أن تتخيل نفسك في واحد من هذه القوارب، فأنت لست على ما يرام، هؤلاء ضحايا الموت في رحلة بحثهم عن حياة كريمة (...) مرحبا باللاجئين". جون غرين، صاحب الرواية المشهورة التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي (The fault in our starts) سنة 2014 ، نشر على حسابه في "يوتيوب" فيديو يشرح فيه جذور أزمة اللاجئين، داعيا إلى الترحيب بهم في مختلف دول العالم خاصة أوروبا، كما أطلق الروائي الأمريكي على حسابه ب"تويتر" حملة لجمع التبرعات لفائدة صندوق إغاثة الطفولة البريطانية من أجل إنقاذ الأطفال اللاجئين، إذ تبرع بمبلغ عشرين ألف دولار، وتمكن من جمع نصف مليون جنيه إسترليني خلال 24 ساعة. النجم الفرنسي شارل أزنافور، صاحب الأغنية المشهورة "La bohème" ، صرح لوكالة الأنباء الفرنسية: ''يؤلمني كثيرا ويحزنني رؤية هؤلاء الأشخاص رفقة أبنائهم، يعبرون الحدود وهم يعشيون حالة من التيه''. وعلى أثير إحدى الإذاعات الفرنسية، طالب أزنافور السلطات الفرنسية باستقبال اللاجئين، مشيرا إلى إمكانية إعادة تعمير القرى الفرنسية، ومساعدتهم من خلال توفير السكن والعمل لهم حتى يتمكنوا من استرجاع حياتهم العادية. الممثلة الأمريكية أوليفيا وايلد، التي اشتهرت بدورها في مسلسل "هاوس"، الذي صنف ضمن البرامج الأكثر مشاهدة في العالم سنة 2008، نشرت تدوينة على حسابها ب"تويتر"، كتبت فيها: ''في الوقت الذي نحاول أن نرمي بهم للخارج ونبني حاجزا، آخرون يفتحون بيوتهم للاجئين (...) الإنسانية الحقة''. *صحافية متدربة