طالبة تنظر إلى الأشياء المعروضة في المتحف اليهودي في الدارالبيضاء يبدي الطالب المغربي سيدي احمد دهشته لدى زيارة المتحف اليهودي في الدارالبيضاء الفريد من نوعه في العالم العربي، ويقول "في الحقيقة، لم أكن اعرف ان هناك يهودا من اصل مغربي". وقد أتى هذا الطالب مع زملاء صفه في مدرستهم الواقعة في الدخلة في الصحراء الغربيةجنوب البلاد، لزيارة هذا المتحف اليهودي الواقع في حي سكني في الدارالبيضاء. وقال لوكالة فرانس برس "بفضل هذه الزيارة، اكتشفت ان هناك يهودا عاشوا في مدن فاس ومكناس ومدن أخرى، أنا سعيد لاني علمت ذلك". وقالت المسؤولة عن المتحف زهور رحيحيل "انه المتحف اليهودي الوحيد في العالم العربي". انشىء هذا المتحف في العام 1997، ويضم مقتنيات عائدة لليهود المغاربة، من ثياب وادوات ومشغل للمجوهرات، وشهادات من التاريخ والحياة اليومية لهؤلاء اليهود الذين تعود أصولهم في البلاد إلى ألفي عام. يعيش حاليا في المغرب خمسة الاف يهودي، منهم الفان يقطنون في الدارالبيضاء، بحسب رحيحيل. وتضيف "هدف المتحف هو الحفاظ على التراث المغربي كله"، مشيرة الى ان زيارات طلاب المدارس تهدف الى اعلام المغاربة "بوجود مغاربة آخرين لا يشاركونهم الدين نفسه". وما زالت كنس يهودية قائمة في المدن المغربية الكبرى مثل الدارالبيضاء، إضافة الى مدرستين يهوديتين يرتادهما طلاب يهود ومسلمون. وقد ازداد عدد اليهود في المغرب على مر القرون، لاسيما مع رحيل اليهود من اسبانيا ابتداء من العام 1492 بعدما طردهم الملوك الكاثوليك. في نهاية الأربعينات كان عدد اليهود المغاربة 250 الفا، أي ما يشكل 10% من السكان، لكن هذا العدد عاد وانحسر إلى بضعة ألاف بعدما اختار عدد كبير الالتحاق بدولة إسرائيل عام 1948، ولحقهم عدد آخر بعد حرب يونيو 1967. ويبلغ عدد اليهود من اصل مغربي المنتشرين في العالم مليون شخص، معظمهم في إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة وكندا. ويدير المتحف اليهودي في الدارالبيضاء منذ تأسيسه سيمون ليفي البالغ من العمر 76 عاما، وهو شيوعي سابق امضي جزءا كبيرا من حياته في العمل السياسي والنضال في سبيل استقلال المغرب. وقد أنهى رسالة دكتوراه عن "اللهجات العربية ليهود المغرب". ويقول ليفي ان فلسفة هذا المكان "هي الا يختفي يهود المغرب"، وهو يعمل كذلك على الا يظل اليهود غائبين عن كتب التاريخ المغربي. ويضيف "بالنسبة لمسلم صغير، اليهودي هو حصرا هذا الذي يقتل العرب في فلسطين، فيما يوجد في هذا البلد روابط قوية مع اليهود. أريد ان يعرف المسلم الصغير بلاده بتنوعها التاريخي". يأمل سيمون ليفي ان يؤدي إحراز تقدم في عملية السلام إلى عودة اليهود المغاربة الى بلدهم الأم. ويقول "في كل مرة تتحسن فيها الظروف في الشرق الأوسط، يعود عدد من اليهود المغاربة للإقامة في المغرب".