كشفت مصادر متطابقة أن شركة توزيع الوقود والمحروقات (SDCC)، التي أسسها جمال باعامر سنة 2011 برأسمال يقدر ب100 مليون درهم قبل أن يرفعه إلى 150 مليون درهم سنة 2013، مدينة لشركة "لاسامير" بأزيد من مليار درهم (100 مليار سنتيم) دفعة واحدة. وذكرت المصادر التي تحدثت إليها "هسبريس" أن هذه الديون غير المؤداة لشركة "لاسامير"، المدرجة في بورصة الدارالبيضاء، هي عبارة عن مستحقات المصفاة لقاء عمليات التزويد بالمحروقات من غازوال وبنزين وفيول. وأشارت مصادر "هسبريس" إلى أن هذه الديون المتراكمة على الشركة، التي تمثل فيها الضرائب غير المباشرة المستحقة لفائدة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ما يزيد عن 400 مليون درهم، ضخمة مقارنة مع حجم الشركة التي لا تسير سوى 32 من محطات الوقود في العديد من المناطق المغربية. وأفادت الجهات نفسها أن كبريات شركات التوزيع لا يوجد على عاتقها كل هذا الحجم من الديون بالرغم من امتلاكها لشبكة من محطات الوقود تفوق بكثير ما تملكه شركة توزيع الوقود والمحروقات المعروفة اختصارا ب"SDCC". واعتبرت مصادر نقابية بدورها بأن إقدام مدير عام مصفاة "لاسامير" على إنشاء شركة "SDCC"، يعتبر في واقع الأمر من أكبر الأخطاء التدبيرية التي ارتكبها باعامر، وقالت: "لقد تبين في حقيقة الأمر أنها غلطة إستراتيجية كبيرة جرت الويلات على الشركة، من بينها إثقال كاهل المجموعة الأم بمزيد من الديون". واعتبرت المصادر أن إغراق الشركة بكل هذه الديون يؤكد أنها محظوظة بصفة غير اعتيادية، لكونها راكمت كل هذه الديون دون أن يتم توقيف عمليات تزويدها بالمحروقات إلى أن بلغت أرقاما فلكية مقارنة بحجم رأسمالها الذي لا يتجاوز حاليا 150 مليون درهم.