وعَدَ الأمينُ العامّ لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، سكّانَ مدينة فاس باستعادة مدينتهم لمكانتها العلمية والثقافية والحضارية والعمرانية، في حالِ خوَّل الناخبون الفاسيون أمْرَ تدبير شؤون مدينتهم لحزب "السنبلة" خلال الانتخابات الجماعية والجهوية المقررة يوم 4 شتنبر القادم. وقالَ العنصر في كلمة ألقاها في مهرجان خطابي أمامَ أنصار حزبه وسَط العاصمة العلميّة فاس مساء الأحد: "آن الأوان لتستعيد مدينة فاس، والجهة ككلّ، المكانة التي كانتْ لها في الثقافة والعلوم والدّين والعمران، وتَكون مثالا وقُدوة لباقي جهات المملكة"، وزادَ بحماس تحت هُتاف الأنصار: "نُريدها أنْ تكون الجهة الأولى في المغرب". وبعْد أنْ أكّدَ العنصر على أنّ مدينة فاس لها من الإمكانيات والثروات البشرية والطبيعية والمؤهلات الصناعية ما يجعلها قادرة على أن تكون نموذجا يُحتذى لباقي الجهات، أبْدى أسفه ل"التقهقر والتراجع" الذي تعرفه المدينة، على حدّ تعبيره. أسلوب جديد للتدبير واعتبر امحند العنصر أنَّ الانتخابات الجماعية والجهوية القادمة، وهي أوّل انتخابات تجرى بعد تعديل الدستور، "ستتيح إمكانات هائلة واختصاصات واسعة للمؤسسات المحليّة المنتخبة"، مشيرا إلى أنَّ حزبه لا يَرْمي إلى تغيير الوضع الحالي للجماعات، وخلْق هيْكلة جديدة، بل سيعملُ على وضع أسُسِ طريقة جديدة لتدبير الشأن المحلّي، يضمنُ تدبيرا جيّدا يشارك فيه المواطنون. واستطردَ الأمين العامّ لحزب الحركة الشعبية المشارك في الحكومة، مخاطبا أنصارَ حزبه ومواطني مدينة فاس الذين وفدوا على الساحة التي احتضنت المهرجان الخطابي: "سنخلقُ أسلوبَ تدبير جديداً، يفرض على المنتخبين التشاور معكم، ونهج سياسة القرب من المواطنين، والتواصل معهم"، وزادَ أنَّ على المنتخب "ألا يكون مستبدّا ومختلسا للمال العامّ، بلْ عليه أنْ يكون من الشعب وإلى الشعب، وأنْ يُدرك أنّ سلطته لا تكمن في يده، بلْ في أيديكم أنتم". ويخوض حزب الحركة الشعبية الانتخابات الجماعية والجهوية القادمة تحت شعار "معا لبناء جماعات وجهات الغد"، وأكّدَ الأمين العامّ للحزب في لقائه مع ساكنة فاس أنّ حزبه حرص في اختياره لمرشحيه على أن يكونوا "من الرجال والنساء الذين نجحوا في أعمالهم، ولديهم تجربة طويلة في تدبير شؤون المواطنين"، وأضاف: "لا نريدُ مَن يبحث عن الكراسي والمناصب، بل من لهم الغيرة على المدينة، ولا نسعى إلى مَكسب أو ربح، بل أن نكون خُدّاما لهذه الجهة وأن نكون في مستوى تطلعاتكم". البرامج الانتخابية خرافة وفي الوقت الذي تتنافس الأحزاب السياسية على عرض برامجها الانتخابية على المواطنين معَ اقتراب موعد الاستحقاقات الجماعية والجهوية، قالَ امحند العنصر لساكنة مدينة فاس إنّ حزبه لنْ يقترحَ عليهم برنامجا، وشرح قائلا: "الذي يخلق البرامج الانتخابيّة وهو جالس في الرباط يكذب على المواطنين المغاربة، لأنّه لا يُمكن خلْق برنامج انتخابيّ واحد للمغرب كلّه"، في إشارة إلى اختلاف مطالبِ السكان حسبَ كلّ جهة وجماعة. ووصف الأمين العامّ لحزب الحركة الشعبية البرامج الانتخابيّة التي تقدّمها الأحزاب السياسية ب"برامج الأماني"، وقالَ إنّه لا جدوى منها، وأضاف: "أنتم تعرفون أنَّ هذه البرامج غير قابلة للتفعيل على أرض الواقع، لذلك من الغباء أن يسرد السياسيون هذه الخرافات على المواطنين"، وفي مقابل استغنائه عن تقديم برنامج انتخابيّ محدّد، قال العنصر إنّ حزبه يُقدّم ما هو أهمّ وأقوى من البرنامج الانتخابي، "ألا وهو ميثاق تعاهد مع المواطنين". ويقوم الميثاق الذي يقدمه حزب الحركة الشعبية –حسب امحند العنصر- "على الشفافية ومصارحة المواطنين والمواطنات وإشراكهم والوفاء بمضمونه"، لافتا إلى أنَّ البرامج الانتخابيّة تحتاجُ إلى دراساتٍ لمعرفة مدى قابليّتها للتنفيذ أوّلا، ومعرفة مدى نجاحها من عدمه، وتابع: "ما عدا ذلك مجرّد خرافات"، وشدّد العنصر أنّ حزبه سيحارب الفساد، "ويقوّم الاعوجاجات"، مؤكّدا: "نريد القطع مع أسلوب التدبير القديم، ولأجل ذلك لا بُدّ أن يكونَ المنتخبون متشبثين بالتغيير".