تعد مقدونيا إحدى أبرز المحطات، التي ينطلق منها المهاجرون غير النظاميين، في رحلة محفوفة بالمخاطر، أملًا في العبور إلى بقية الدول الأوروبية للوصول إلى حياة أفضل. ويغامر المهاجرون القادمون من الشرق الأوسط وأفريقيا، بحياتهم في سبيل الوصول إلى مبتغاهم، حيث يفدون عبر قوارب صغيرة إلى اليونان، ومنها إلى مقدونيا فصربيا والمجر، ومن هناك يسعون إلى التوجه لبقية دول القارة. وروت فاطمة هاشمي (19 عاما من أب إيراني وأم أفغانية)، قصة رحلة الهجرة التي تخوضها بمفردها، للأناضول، في مركز لقبول المهاجرين على الحدود المقدونية اليونانية، حيث تتنظر مع آخرين، القطار الذي سينقلها إلى الحدود الصربية. ولفتت هاشمي أنها جاءت من العاصمة الأفغانية كابل، وأنها تعاني من تداعيات حظر طهران لزواج الإيرانيين من المواطنين الأفغان، قائلة:" أنا لا بلد لي، فإيران لا تريدني، وأفغانستان كذلك". وذكرت هاشمي أنها لا تستطيع العمل أو الدراسة في إيران، وأنها تبحث عن بلد يتيح لها تلقي التحصيل العلمي، ويوفر إمكانية العمل، مشيرة أنها تأمل في الوصول إلى ألمانيا من أجل ذلك. أما السوري عبد الرحمن، فذكر أنه جاء إلى تركيا قبل عام ونصف العام، وعاش في اسطنبول، ومن ثم وصل إلى اليونان مع أسرته عبر القوارب، ومن هناك إلى مقدونيا. وأردف عبد الرحمن أنه كان يعمل في هندسة البترول بسوريا، وأنه يرغب حاليا في التوجه إلى ألمانيا، فيما قال مواطنه "حامد" إن سوريا كانت مكان جميلا قبل الحرب، وأنهم كانوا يعشيون سعداء، على حد تعبيره. بدوره أوضح البنغالي "بلال" أنه انطلق في رحلة الهجرة قبل 3 أعوام، متابعا: "هناك مشاكل سياسية في بلادي، كنت أدرس الهندسة الإلكترونية، أريد الذهاب إلى ألمانيا، وإذا كانت الظروف مواتية سأبقى هناك". هذا ويتواصل تدفق المهاجرين الفارين من مناطق الصراعات والاضطرابات إلى مقدونيا عبر اليونان، حيث قدرت منظمات إغاثية في المنطقة عدد الوافدين بنحو3 آلاف يوميا.