هي نفس الوجوه، ونفس القيادات تتكرر، منها من عثى في الأرض فسادا، ومنها من عبث واستهتر بأموال الشعب. وهاهم اليوم عادوا، في موسم جديد، بأبهى الحلل والصور، والدعايات والرسوم!! عادوا يقسمون ويجزمون بأن لاتغيير ولا رفاهية ولاكرامة ولاتقدم إلا بهم...إلا بهم وببرامجهم! آه بل ألف آه على جراحك الثخينة ياوطن، يتحاملون عليك ويطعنونك وينهبونك كاللصوص، ولازالوا يرددون الشعار المعهود؛ صوتوا، صوتوا، على أساس أن التصويت واجب وطني لا غنى لنا عنه. فقال قائل صوتوا على المصلح والصالح، ونادى مناد بأن صوتوا على الأقل فسادا، متناسين أن من ينعتونه بالأقل فسادا بعد نجاحه وبلوغه مرماه قد يتنكر ويشكل ائتلافات مع الفاسدين، أو الأكثر فسادا إن صح التعبير، أو يصبح منصب الرئيس رهن المزايدات بين الأعضاء المنتخبين! فعلا إنها لمسرحية. إن عدم التصويت أو المقاطعة ماهو إلا وجه آخر للتصويت وللتعبير عن الرأي، مفاده أن كل الأحزاب التي توالت على الحكم أفقدتنا الثقة في نجاعة وصدق فحوى ومضمون الانتخابات، بحيث لا نجد لها أثرا إيجابيا على الحياة اليومية للمواطن المغربي. ومن هنا نطالب الملك محمد السادس بأن يخطو خطوات نحو إيجاد حلول مناسبة لأزمة التصويت هاته، والتي تجبرنا على انتخاب جلادينا، ومن ينهبون خيرات بلادنا في وضح النهار بلا حسيب ولا رقيب، وقد أكد الملك في خطابه الأخير بل وشدد على ضرورة التصويت باعتباره واجبا وطنيا، يجعلنا مسؤولين عن أصواتنا!! نعم سيكون كذلك فقط حينما يصبح المترشح ملتزما أشد الالتزام ببرنامجه الانتخابي، وحينما يفعل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومن ثم فالحل الوحيد لما يواجه الشباب من عزوف عن الانخراط في الحياة السياسية؛ هو وضع آليات ومساطر وقوانين من قبيل: محاسبة الأحزاب التي لا تعمل على تطبيق وتفعيل برامجها ووعودها الانتخابية. وكذا محاسبة المنتخبين على مدى خدمة الجماعة والعمل على تطويرها والرفع من مردوديتها. أيضا إلزام المترشحين بالبقاء رهن إشارة المواطن وفي خدمته في كل زمان ومكان، وإلزامهم بإيجاد حلول لأي مشاكل قد تواجه الجماعة كونهم المسؤولين عنها. ثم إقصاء كل من ثبت في حقه تبذير للمال العام أو تهاون أو استهتار أو عدم بذل جهد في سبيل تطوير البلاد وتنميتها، وإبعاده عن الحياة السياسية إلى حين عودة الثقة للشعب المغربي. حينئذ فقط سنصوت، وبكثافة. وجهة نظر.