هدّد المعطل الصحراوي محمُود الحسني بإحراق بدنه كردّ فعل احتجاجي على ما اعتبره "تقاعسا حكوميا على إنقاذه من الوضع الاجتماعي المزري الذي يعيشه وأسرته البالغ عددها 12 فردا".. وجاء تهديد الحسني موثقا على دفعتين.. أولاهما كانت برسالة مستعجلة وجهت لوالي جهة العيون الساقية الحمراء عبر قائد مقاطعة بالمدينة، أمّا الثانية فكانت ضمن وقفة للمعطلين نُظمت الثلاثاء الماضي. وقال ذات المعطل الصحراوي بأنّ إحساسا من الإحباط قد نال منه وهو يعيش وسط فقر عمّ كافة أفراد أسرته، مؤكّدا أنّه قد يئس من الحياة بعد قضائه ل10 سنوات ضمن صفوف العطالة وهو الحامل لشهادة تكوين تقني.. وزاد من يأسه حال أخته المجازة التي لم تفلح في كسب وظيفة رغما عن قضائها 6 سنوات في البحث عن عمل. مجاهرة الحسني بعزمه الانتحار حرقا فاجأت مجموعة الأمل للمعطلين حين كان المنتمون إليها يخوضون خرجة احتجاج بالشوارع يوم الثلاثاء الأخير.. إذ عمد ثلة من قيادي المجموعة المذكورة على نعتها ب "الخطيرة والمُصَعّدة" في الوقت الذي وصف حال محمود الحسني خلال الموعد المشار إليه ب "الشارد و الصّادم". وكانت تهديدات مماثلة قد طفت على ساحة الأحداث بالمغرب بعد فلاح الشاب محمّد البوعزيزي في إطلاق الشرارة الأولى لثورة الياسمين التونسية، وهي التهديدات التي لبست حلة "ابتزاز".. حيث جاهر 8 مغاربة بعزمهم حرق أبدانهم احتجاجا من بينهم سيدة أمام مقر ولاية جهة العيون وبائع متجول ببني ملال وجزار بضواحي مراكش وعائد سابق من مخيمات البوليساريو بالسمارة.. هذا في الوقت الذي أعلن فيه المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء عن وفاة الشاب المسفيوي معاد بندغو الذي كان قد أقدم سابقا على إيقاد النيران في جسده، وهو الشاب الذي وافته المنية صباح الخميس عن سن 23 عاما لتأثره بالإصابات الحارقة التي نالت منه.