لا يجد العديد من المغاربة المقيمين في كندا فرصة لصلة الرحم بأسرهم داخل البلاد، خاصة في فترة العطلة الصيفية، حيث يضطرون للمكوث في بلد الإقامة، دون أن يحظوا بحرارة اللقاء المباشر مع ذويهم وأقاربهم، وذلك بسبب تذاكر السفر عبر الخطوط الجوية الملكية، والتي يصفونها بالنارية. "معا لمقاطعة شركة الخطوط الجوية المغربية RAM"، و"لا للاستغلال"، و"بنهيمة ارحل".. كانت شعارات رفعها عدد من المغاربة القاطنين بالديار الكندية، قبل أيام قليلة بمدينة مونتريال، حيث أجمعوا على الاحتجاج ضد ارتفاع تذاكر الطائرات، فضلا عن تردي الخدمات المقدمة. سيدة رفعت صوتها عاليا وهي تحتج ضد ما سمته "الحكرة" التي تمارسها الشركة الجوية المذكورة على مغاربة كندا، وقالت في تصريحات بُثت على موقع يوتوب: "لا نستطيع الذهاب إلى بلدنا، فتذكرة لارام بلغت 5 آلاف دولار، ومن لديه 3 أو 4 أطفال، يصعب عليه كثيرا السفر إلى الوطن". وبنبرة غاضبة أضافت السيدة المحتجة: "أنا أحب بلدي، وهي في عروقي، وأرغب في السفر إليها كل سنة لصلة الرحم بعائلتي، لكنهم يعاملوننا بكثير من الاحتقار والاستغلال، ولا يمنحوننا حتى فرصة الاستماع إلى مطالبنا"، قبل أن تردف ""لارام قهرونا..اللهم إن هذا منكر". وقال محسن الرفاعي، المشرف على ذات الوقفة الاحتجاجية، إن مغاربة كندا يحتجون ضد الأسعار المرتفعة لتذاكر الطائرات، والخدمات السيئة المقدمة لزبناء شركة الخطوط الجوية الملكية، مبرزا أن الخطوة الأولى تتمثل في مقاطعة "لارام"، باعتبار أنها تسببت في قطيعة للجالية مع بلدها". والتقط خيطَ الحديث مهاجرٌ مغربي آخر أكد أن الوقفة الاحتجاجية التي جرى تنظيمها ضد ارتفاع ثمن تذكرة السفر الجوي إلى المغرب ليست سوى بداية لمبادرات وأشكال احتجاجية أخرى أكثر تصعيدا، مشيرا إلى أن جميع شركات الطيران تقدم تسهيلات وتخفيضات لزبنائها، سوى "لارام" وفق تعبيره. وتابع المتحدث بأن المهاجرين المغاربة في كندا، وتوافقا مع خطاب الملك محمد السادس في عيد العرش، والذي انتقد فيه الأداء السلبي لبعض القنصليات في الخارج، يطالبون بأن تعمل قنصلية المملكة في الديار الكندية على إيجاد حلول ناجعة لموضوع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران. ولخص محتج ما ينتقده عدد من المغاربة بكندا على شركة الخطوط الجوية الملكية، حيث قال إنه طيلة السنة يعمل المهاجرون في هذا البلد بجد وكد في انتظار الصيف للسفر غلى ذويهم وعائلاتهم، لكنهم يضطرون لغير ذلك، بسبب ثلاثة عوامل، "الأثمان الباهظة، وعدم الالتزام بالمواعيد، وإهمال أمتعة المسافرين التي تتعرض للضياع" وفق تعبيره.