على إيقاع أغاني الراب والرّاي بمدينة الجديدة، وعلى نغمات اللّون الشعبي بكلّ من أزمور والبئر الجديد، أسدل المهرجان الدولي جوهرة ستار دورته الخامسة، ليل أمس، بعدما استقطب حفل الاختتام أزيد من 540 ألف متفرّج، متوزّعين على المنصّات المنصوبة بالمدن الثلاث.. حسب المنظمين. ففي الوقت الذي حجّ أزيد من 100 ألف متفرّج إلى منصة مدينة أزمور للاستمتاع بأغاني سعيد ولد الحوات وميد إن بلاد، احتشد أمام منصة مدينة البئر الجديد ما يفوق 190 ألف شخص لحضور عروض كل من عصام كمال وزينة الداودية، فيما استطاع كل من مستر يو والشّاب بلال جلب أكثر من 250 ألف محبّ لأغاني الرّاب والراي أمام منصة سباق الخيل بمدينة الجديدة. وقبل انطلاق العروض بساعات قليلة، عقد مغنّي الراب الملقّب ب "ميستر يو" عددا من اللقاءات الفردية مع ممثّلي أغلب المنابر الإعلامية، فيما نظّم "الشّاب بلال" ندوة صحافية كادت أن تزيغ عن أهدافها حينما طالب ذات المغنّي إحدى الصحافيات بضرورة احترامه والإنصات لجوابه عن السؤال المطروح من طرفها، ما دفع مدير المهرجان للتدخل وتلطيف الأجواء وإعادة مياه الندوة إلى مجراها الطبيعي. وحاول الفنّان الضيف الإجابة بحذرٍ اعتبَرَه بعض الحاضرين مراوغة واضحة لتجنب الخوض في العلاقة السائدة بين المغرب والجارة الجزائر، خاصة عندما سئل عما إذا كان بإمكانه تقديم أغنية مشيدة بالمغرب في بلده، مشيرا في جوابٍ آخر إلى أن ما يروج حول ارتفاع معدل الجريمة في كل مدينة تحتضن سهراته يبقى مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. وعرف اليوم الأخير من المهرجان، المنظم من طرف جمعية دكّالة وعمالة الجديدة، توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة جوهرة لرياضة "skate /roller/ bmx" المقامة بالمنتجع السياحي سيدي بوزيد، حيث حضر حفلَ التتويج وفد يترأسه معاذ الجامعي عامل إقليمالجديدة، قبل أن يقوم بجولة تفقدية لقرية الأطفال التي تضم ألعابا وورشات في الرسم والأعمال اليدوية والأنشطة الترفيهية. وعلى رمال الشاطئ الواقع وسط مدينة الجديدة، أسدل الستار على دوري جوهرة لكرة القدم الشاطئية، إذ تمكّن فريق الرجاء الرياضي الجديدي من الفوز في مباراته النهائية على أولمبيك المحمدية بخمسة أهداف مقابل أربعة، حصل بعدها الفريقان على كؤوس وأذرع تذكارية من طرف كل من عامل الإقليم والكاتب العام للعمالة والقائد الجهوي للدرك الملكي وباشا المدينة. نبيل اكرات مدير مهرجان جوهرة، وفي تصريحه لهسبريس عقب انتهاء التظاهرة، أكّد على أن دورة هذه السنة كانت مليونية، حيث ناهز مجموع المتفرجين في المنصات الثلاث طيلة أيام المهرجان، إضافة إلى زوار باقي المرافق والأنشطة الموازية، مليونَيْ متفرج ومستفيد، "ما يعني أننا حققنا الأهداف المسطرة من حيث الإقبال المتزايد، رغم أن الميزانية المرصودة تسير في خط تنازلي دورة بعد أخرى". وأوضح مدير المهرجان أن تقليص حجم الميزانية مقابل تصاعد مستوى المهرجان يعتبر مؤشرا مهمّا على العقلنة التي يتبنّاها المنظمون، ما يزيد من ثقة الشركاء والمدعّمين الذين أبدوا استعدادهم مؤخّرا للمساهمة في إنجاح النسخ المقبلة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن كل دورة تتطلب أزيد من تسعة أشهر من التخطيط والاستعداد حتى تسير الأمور وفق الاستراتيجية المسطّرة. وعن دعم المهرجان من طرف الدولة، شدّد اكراط على أنه "في الوقت الذي يتم دعم مهرجانات بشكل تامّ، لا يصل إلى ميزانية مهرجان جوهرة ولا درهم واحد من المؤسسات العمومية"، مشيرا إلى أن المنظّمين اختاروا في البداية الاعتماد على مصادر تمويل خاصة، "إلا أن ما وصل إليه المهرجان من نجاح، يفرض علينا مستقبلا التفكير في طلب الدعم من طرف الدولة، خاصّة وأننا ننظّم أنشطة كبرى بثلاث مدن مختلفة"، وفق تصريح مدير التظاهرة الفنية.