تناولت الصحف المغاربية، في أعدادها لنهار اليوم الخميس، عددا من المواضيع تهم على الخصوص القطاع السياحي في تونس، وجهود الحكومة الجزائرية لمواجهة الأزمة الاقتصادية، والعلاقات بين موريتانيا وكل من قطر وسلطنة عمان. ففي تونس، تطرقت الصحف إلى واقع القطاع السياحي الذي يمر من مرحلة عصيبة بعد تقلص عدد السياح الأجانب عقب عملية سوسة الإرهابية وجهود الدولة بكامل هياكلها لاحتواء الوضع. وأوضحت صحيفة (الصباح) أن هذه الجهود تهم أساسا إعلان البنك المركزي التونسي عن سبعة إجراءات استثنائية لفائدة المؤسسات السياحية التي تضررت من عملية سوسة، تمحورت حول تسهيلات بنكية لفائدة الشركات وخاصة الفنادق. واعتبرت الصحيفة أن هذه التسهيلات سيستفيد منها أصحاب المؤسسات السياحية بشكل كبير ليتخطوا جزئيا الأزمة التي حلت بالقطاع خاصة خلال هذا الموسم، والذي بلغت خسائره ألف مليون دينار (أورو واحد يساوي حوالي 12,2 دينار)، مؤكدة أن أنها ستساهم في التخفيف من الخسائر بالنسبة لأصحاب المؤسسات السياحية التي ظلت مفتوحة. وتحت عنوان "الكساد يضرب المطاعم بقوة وسوسة الأكثر تضررا"، رسمت صحيفة (الصريح) صورة قاتمة عن القطاع نتيجة تقلص التدفق السياحي نحو كافة المناطق السياحية بالبلاد. ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي للجامعة التونسية للمطاعم السياحية أن تراجع نشاط المطاعم السياحية قدر بنسبة 35 في المائة، مشيرا إلى أن سوسة تعد أكثر المناطق تضررا بضمها 80 مطعما مصنفا يرتاده أساسا السياح الأجانب. إلى ذلك، نشرت صحيفة (المغرب) حوارا مع وزيرة السياحة سلمى اللومي الرقيق أشارت فيه إلى أن الإجراءات البنكية وما رافقها من تحرك حكومي لدى شركاء أوروبيين، تهدف إلى انتشال القطاع "الذي بات منكوبا بكل ما في الكلمة من معنى"، مشددة على أن أي ضرر سيلحق السياحة "هو في النهاية خسارة شاملة أولا لقطاع السياحة ولقطاعات أخرى على علاقة وثيقة به وباقتصاد البلاد". ووصفت الصعوبات التي تمر بها السياحة ب"الحقيقية" حيث سجل تراجع مهم في أسواق فرنسا وإيطاليا مع تطور على مستوى أسواق أخرى كبريطانيا وألمانيا، إلا أن الضربة الموجعة في سوسة "جاءت لتغرق السياحة في مستنقع خطير نرجو أن نخرج منه سريعا". وفي الجزائر، واصلت الصحف في الخوض في تراجع أسعار النفط وجهود الحكومة في التصدي لتداعياته على الاقتصاد الوطني الذي دخل في أزمة. وكتبت صحيفة (ليكسبريون) أن الحكومة وهي تطبق سياسة التقشف مطالبة بإيجاد حلول يمكنها من عدم المساس بالقدرة الشرائية للجزائريين، مبرزة القرارات التي تخص بيع الشقق وحظيرة سيارات الدولة والرفع من الرسوم على السيارات الجديدة واسترجاع الأموال الرائجة في الأنشطة غير المنظمة. وفي رأي صحيفة (ليبرتي)، فإن الجزائر لا تملك حلولا كثيرة تساير بها سياسة التقشف، سوى تشجيع الإنتاج الوطني، داعية إلى الالتزام بروح التضامن والتعبئة التي يعتبرها كافة المحللين الرسميين والمستقلين ضرورة في كل استراتيجية يتوخى منها مواجهة هذه الأزمة. وشددت صحيفة (لوكوتيديان أوران) على ضرورة بناء جبهة داخلية قوية تمكن الجزائر من التصدي للتحديات المزدوجة التي توجد البلاد إزاءها وهما الظرفية الاقتصادية الصعبة للجزائر والتهديد الإرهابي المتزايد في المنطقة. من جهة أخرى، تطرقت الصحف إلى إرهاب الطرقات التي تحصد أسبوعيا عشرات الضحايا، مفيدة بأن 97 شخصا لقوا حتفهم وجرح 1091 آخرون في 538 حادث مرور تم تسجيلها في الجزائر الفترة الممتدة ما بين 21 إلى 27 يوليوز الجاري، وفق حصيلة للدرك الوطني. على صعيد آخر، وقفت صحيفة (الشروق) في أبرز عمود يومي لها عند شروط ولوج التعليم العالي. وقالت "عندما لا يتحصل ما لا يقل عن 14 ألف ناجح فيالبكالوريا على واحدة من رغباتهم العشر، فلا بد من التساؤل عن مستقبل هؤلاء داخل الجامعة، وما إن كانوا سينجحون وهم سيدرسون في شعب وتخصصاتهم مفروضة عليهم ولم يختاروها. وكيف بناجح بمعدل 15 من عشرين، أن يرغم على دراسة تخصص يعتقد هو أنه منبوذ وسيكون مقبرة لدفن طاقاته". وتابعت أن نتائج البكالوريا كانت بالنسبة إلى قطاع التربية "انتصارا" هو "الأول من نوعه منذ الاستقلال"،مثلما يتكرر كل سنة عند إعلان النتائج الرسمية، وهو بالنسبة إلى وزارة التعليم العالي "ورطة" و"مأزق" لا حل ?لهما سوى مخارج نجدة لإنقاذ الجامعة وتجنيبها المزيد من المشاكل، مضيفة أن ?يوم الإعلان عن النتائج تحول إلى رعب بالنسبة إلى آلاف الناجحين الجدد في البكالوريا، الذين اعتقدوا أن المهم هو النجاح في امتحانات الشهادة، لكن بعد توجيههم إلى تخصصات"غير مرحب بها" يتأكدون أن النجاح وحده لا يكفي لضمان المستقبل. وتطرقت الصحف الموريتانية للاجتماع ال57 للجنة الوزارية لوكالة أمن الملاحة الجوية في إفريقيا ومدغشقر (آسكنا) والعلاقات مع قطر وسلطنة عمان. وفي هذا السياق، نقلت عن الوزير الأول الموريتاني يحي ولد حدمين قوله إن موريتانيا استطاعت أن ترفع تحديات كبيرة في ميدان الملاحة الجوية، وأن تسد العجز الذي عاشه هذا القطاع الحيوي لفترة طويلة، مؤكدا على أهمية استثمارات (آسكنا) في مطاري نواكشوط ونواذيبو. وأشارت إلى أن الاجتماع يتوخى تجسيد الخطط المستقبلية المرسومة للرفع من أداء وكالة أمن الملاحة الجوية في إفريقيا ومدغشقر، مما سينعكس إيجابا على أمن الطيران المدني للدول الأعضاء. على الصعيد الدبلوماسي، توقفت الصحف الموريتانية عند زيارة وزيري الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، والعماني بن يوسف علوي بن عبد الله والمباحثات التي أجرياها مع عدد من المسؤولين الموريتانيين في مقدمتهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز. على صعيد آخر، تطرقت صحيفة (لوتانتيك) إلى إمكانية إلغاء الغرفة العليا بالبرلمان الموريتاني (مجلس الشيوخ) فتساءلت عن جدوى الإبقاء على هذه الغرفة والاكتفاء بالجمعية الوطنية (الغرفة السفلى)، ملاحظة أن الغرفة العليا لم يسبق لها أن رفضت أي مشروع قانون صادقت عليه الجمعية الوطنية.