احتج مجموعة من المواطنين المنحدرين من مدينة طنجة، اليوم أمام وزارة العدل والحريات بالرباط، جراء ما قالوا إنها عملية نصب طالتهم من أحد المنعشين العقاريين الذي أنشأ ستة مشاريع سكنية بمدينة طنجة، واستغلها للإطاحة بعدد كبير من المواطنين، بينهم قاطنون بديار المهجر، وباع لهم عقارات سكنية وهمية قبل أن يختفي عن الأنظارعقب جمع ثروة مهمة من التسبيقات التي حصل عليها. ويعود أصل المشكل إلى سنة 2009 حين شرع "ع.ن" في إنشاء مركبات سكنية بمدينة طنجة، وبدأ في بيع شقق لم يقم ببناءها بعد على أساس أن يتم تسليمها لأصحابها في وقت لاحق، لكن تأخر بناء الشقق دفع الضحايا إلى التساؤل والبحث عن الأسباب، ليكتشفوا أنهم تعرضوا لعملية نصب خطيرة حين اكتشفوا أن المساكن التي دفعوا أموالا لتملكها لا وجود لها إلا على الورق، وأن المنعش العقاري كان يبيع الشقة الواحدة لأكثر من ستة أشخاص، وأن الأصل العقاري لا وجود له. وحسب بعض المحتجين، فقد قام المنعش العقاري سنة 2010 برهن مشروعين سكنيين كضمانة لإحدى البنوك للحصول على قرض ضخم، علما أن قيمة القرض لا تساوي القيمة المالية للمشروعين السكنين، ولم يقم بتسديده لغاية اليوم، ممّا يعني أن العقارات السكنية ستصبح في ملكية المؤسسة البنكية. واستنكر المحتجون إقدام السلطات على إطلاق سراحه بعدما تم القبض عليه بمدينة الدارالبيضاء السنة الماضية بتهمة إصدار شيكات بدون رصيد، علما أنه ضمن لائحة المطلوبين للعدالة بعدم تقدم الضحايا بعشرات الشكايات في حقه. كل هذه العوامل دفعت المتضررين إلى إنشاء جمعية من أجل المطالبة بحقوقهم، وفي هذا الصدد يقول يوسف الغريفي، الكاتب العام لجمعية شهيناز – المجد، وأحد ضحايا عملية النصب : "تعرضنا لعملية النصب من طرف المنعش العقاري الذي وعدنا بالحصول على شققنا في ظرف سنتين لكن فوجئنا بعد ذلك بكون المشاريع السكنية لا تتوفر على أصل عقاري، وأن الأشغال قد توقفت فيها، بعدما دفعنا ملايين السنتيمات." ويضيف المتحدث: "المنعش العقاري استغل حاجتنا للحصول على سكن لائق في موقع جيد، وأصبح اليوم يتحدانا ويتحدى المحاكم المغربية، حيث يرسل لنا رسائل يدعونا فيها بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية لأن محاكم المغرب لن تقضي لنا شيئا" ويضيف أن " هذا الشخص نصب على مواطنين من جميع الفئات، حتى المواطن البسيط الذي عانى لكي يجمع مبلغا معينا يأويه وعائلته لم يسلم بطش هذا النصاب". ومن جهته يقول أحيضار عبد الرحمان مهاجر مغربي بالديار الإسبانية :"منذ 1970 وأنا أعمل في إسبانيا لكي أجمع مبلغا يمكنني من إنشاء مشروعي الخاص في وطني، لكن هذا الشخص نصب علي في أكثر من 513 مليون سنتيم، بعدما اشتريت منه عمارة سكنية، تبيّن فيما بعد أن الأرض التي بنيت فوقها في ملكية شخص آخر بجنسية إسبانية باعها للمنعش العقاري لكن العملية لم تتم، بدعوى أن المنعش العقاري لم يسدد ثمن الأرض." ومن بين المهاجرين المغاربة أيضا الذين وقعوا ضحية النصب، عمر حمان، مهاجر بالديار الهولندية منذ أكثر من 20 سنة، إذ يقول : " أنا في هولند منذ أكثر من 20 سنة وأنا اعمل لكي أوفر مسكنا في بلدي لأبنائي حتى أحافظ على علاقتهم بوطنهم، لكن بعد النصب الذي تعرضت له أصبحوا يكرهون المغرب، ويكفيني انني جئت إلى المغرب لقضاء العطلة لكنني الآن أناضل لاسترجاع نقودي التي لا أعرف مصيرها." ويقول المحتجون إنهم يعتزمون اقتحام العقارات التي أنشأها المنعش العقاري، في حالة عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقه، خاصة أنه اختفى عن الأنظار بعد الشكايات المتكررة التي تلقتها مصالح الأمن بمدينة طنجة، ويعتزم مجموعة من المهاجرين المغاربة في أروبا غنشاء جمعية للدفاع عن حقوقهم ومتابعة المعني بالأمر دوليا. *صحافي متدرب