أظهرت إحصائيات رسمية هولندية أن عدد المغاربة الذين هاجروا إلى هولندا في تزايد مستمر رغم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بدول القارة العجوز، وسجلت الإحصائيات نفسها أن المغاربة بصموا على أكبر نسبة نمو مقارنة بباقي الأجانب الذين توافدوا على هولندا خلال السنوات العشر الأخيرة. وكشف مكتب الإحصاء الهولندي أن عدد المغاربة الذين هاجروا صوب هولندا قد ارتفع نسبة 30 في المائة منذ سنة 2003، متفوقين بذلك على المهاجرين الأتراك والهنود، مضيفا بأن المعدل السنوي للأجانب الذين يهاجرون إلى هولندا يبلغ حوالي 100 ألف مهاجر، بينهم نسبة مهمة من المغاربة والأتراك. ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة في هولندا يقابله صعوبة في إيجاد المهاجرين المغاربة لفرص العمل، حسب ما أكده مكتب الإحصاء الهولندي، الذي أوضح أن الوضعية الاقتصادية للمهاجرين المغاربة قد تأثرت بالأزمة الاقتصادية التي مرت بها هولندا، ما أدى إلى ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة العاطلين عن العمل. في المقابل رصد المكتب ارتفاع عدد المهاجرين القادمين من أمريكا وكندا واليابان العائدين أدراجهم صوب دولهم الأصلية، وبلغت نسبة هؤلاء المهاجرين حوالي 80 في المائة، مفسرا الأمر بكون هؤلاء كانوا يبحثون عن التعليم العالي والحصول على وظائف جيدة بيد أن الأزمة الاقتصادية أحبطت كل أهدافهم ما اضطرهم للعودة إلى بلدانهم. وساهم ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة الوافدين على هولندا، في ارتفاع عدد المغاربة الذين حصلوا على الجنسية الهولندية خلال السنة الماضية، ما جعلهم يتصدرون قائمة الأجانب الحاصلين على الجنسية، و استحوذوا على نسبة 15 في المائة من إجمالي الموافقات على طلبات الحصول على الجنسية الهولندية، يليهم المهاجرون الأتراك بنسبة 11,2 في المائة، وحل العراقيون في المرتبة الثالثة بنسبة 6,3 في المائة. ولعل ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة في هولندا جعلهم عرضة لتصريحات عنصرية من قبل بعض السياسيين الهولنديين وعلى رأسهم كريت ويلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي، والذي لا يتوانى في إطلاق تصريحات مسيئة للمهاجرين المغاربة المقيمين في هولندا، من بينها إعلانه عن رغبته في تقليص عدد المهاجرين المتواجدين في هولندا وبأنه يتمنى أن يصير المغاربة أقل حضورا في هولندا، وهي التصريحات التي اعتذرت عنها الحكومة الهولندية فيما بعد.