أجمعت جلّ الدول على يوم الخميس بداية لشهر رمضان الكريم الذي يشرف على الانتهاء، بما فيها المغرب والسعودية، البلدان اللذان كثيرًا ما أعلنا عن ثبوت رؤية الهلال في وقت مختلف، لتأتي التكهنات الجديدة بإمكانية احتفال البلدين معًا بعيد الفطر في يوم واحد، وبالتالي توّقف شهر رمضان عند 29 يومًا. وفيما لم يتم الإعلان بعد بشكل رسمي عن عيد الفطر إلّا في دول قليلة منها لبنان، الذي أصدر فيها المكتب الشرعي لمحمد حسين فضل الله، وهو مرجع شيعي، بيانًا قبل أيام حدد فيه يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد، ومنها استراليا التي أعلن فيها مفتي العام الجمعة أول أيام هذا العيد، وكذلك أندونيسيا، فإن الكثير من الأبحاث الفلكية في السعودية، التي تتخذها الكثير من الدول مثالًا تسير على نهجه في رصد الأهلة، تشير إلى أن يوم غد الجمعة الجمعة هو يوم العيد. فقد أشار الفلكي عبد الله محمد الخضيري، فيما نقلته جريدة الرياض، إلى أن الهلال تم رصده مع إطلالة الفجر لليوم الخميس، وشاهده مجموعة من هواة الرصد في حوطة سدير وتمير بالسعودية، كما أكد الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك خالد الزعاق، على حسابه بتويتر، أنه في تمام الساعة 4 و42 دقيقة من صباح اليوم اقترن القمر بالشمس، وأن القمر سيمكث بعد مغيب الشمس لمدة تسع دقائق وسطية على أفق السعودية، بما يعني أن غدًا هو يوم العيد. الأمر ذاته يتكرر في مصر، إذ قال أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزكية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن رمضان لن يكمل 30 يومًا، وأن كل الدلائل الفلكية تشير إلى يوم الجمعة عيدًا للفطر، مشيرًا إلى أنه رغم إمكانية استحالة لرؤية الهلال نظرا لوجوده في مرحلة المحاق، إلا أن اكتمال شهري رجب وشعبان، يجعل رمضان شهرًا غير كامل، بما أن النظام القمري لا يمكن أن تكتمل فيه عدة ثلاثة أشهر متتالية 30 يومًا. أما في المغرب، فقد كان بعض الباحثين في العلوم الشرعية والفلك، قد أشاروا إلى أن يوم السبت 18 يوليوز الجاري، سيكون هو فاتح شهر شوال بالمغرب، ومنهم عبد العزيز خربوش، خريج المدرسة العتيقة والمجاز في علم التوقيت والتعديل، وكذلك الدكتور هشام العيساوي، خريج دار الحديث الحسنية، إذ اعتبرا أن اعتماد المغرب للرؤية الشرعية بالعين المجرّدة، سيجعل رصد الهلال غير ممكن مساء اليوم الخميس، بينما سيكون الأمر ممكنًا مساء الجمعة، شأنه شأن إيران وسلطنة عمان. تفسير الباحثان يجد صدى له في ما نشره المشروع الإسلامي لرصد الأهلة في بيان له قبل أيام قليلة، إذ أكد أن "بداية شهر شوال ستكون يوم الجمعة لمن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيرا بشهادة الشهود إن غاب القمر بعد الشمس أو بالنسبة للدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي، في حين أن بداية شهر شوال ستكون يوم السبت بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيدا ولا تقبل إلا الرؤية بالعين أو بالتلسكوب"، متحدثًا أن الرؤية بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب غير ممكنة في شمال ووسط إفريقيا خلال يوم الخميس. وأكد المشروع أن رصد الهلال بالعين المجردة غير ممكن في المدن التالية يوم الخميس، وهي: جاركتا، أبو ظبي، مكةالمكرمة، عمان، القدس، القاهرة، والرباط. وعلاقة بالعاصمة المغربية، فالقمر سيغيب بعد تسع دقائق من غروب الشمس، وسيكون عمره 18 ساعة و41 دقيقة، بينما تحتاج رؤية الهلال إلى أن يمكث على الأقل 29 دقيقة، وأن لا يقل عمره عن 15 ساعة و33 دقيقة، زيادة على عوامل أخرى منها بعده الزاوي عن الشمس وعن الأفق لحظة الرصد. جدير بالذكر، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قد أنهت إلى القضاة، ونظار الأوقاف، ومندوبي الشؤون الإسلامية في المملكة أن مراقبة هلال شوال ستكون يوم الخميس 29 رمضان 1436 ه موافق 16 يوليوز 2015.