أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" عن نجاح مهمة مسبار الفضاء "آفاق جديدة | New Horizons" في الاقتراب من كوكب "بلوتو"، أبعد كواكب المجموعة الشمسية، بعد تسع أعوام ونصف العام على إطلاقه وربع قرن منذ بدء تبلور فكرة هذه المهمة. وقالت NASA إن البيانات التي وصلت إلى مراكز الاتصال والمتابعة على الأرض تشير إلى أن المركبة الفضائية لم تتعرض لأي مشاكل خلال تحليقها بالقرب من "الكوكب الجليدي القزم"بسرعة 14 كيلومترا في الثانية. وأصبح المسبار في أقرب نقطة من "بلوتو" وأقماره الخمسة، وبعد 13 ساعة من تحليقه على ذات المسافة أجرى المجس اتصالا لاسلكيا بمركز المراقبة الأرضية، معلنا أن اقترابه من بلوتو وأقماره مر بسلام وهو على سرعة 49 ألف كيلومتر في الساعة. وتم التقاط الإشارات التي بعثتها المركبة عن طريق قرص استقبال عملاق تابع لوكالة "ناسا" في العاصمة الإسبانية مدريد.. واستغرقت الرسالة من الفضاء إلى الأرض مدّة 4 ساعات و25 دقيقة، ما يعني أنها قطعت 4.7 مليار كيلومتر في الفضاء. وتضمنت الإشارة التي بعثتها المركبة بيانات هندسية تؤكد لخبراء وكالة الفضاء الأمريكية أن المهمة تمت كما كان مقررا لها، كما تم استخراج أول صور عالية الجودة للرحلة.. وسوف تبحث المركبة كوكب بلوتو بعد تموقعها إلى جانب أقماره الخمسة. القراءات الجديدة الواردة من المسبار كشفت أن بلوتو أكبر مما كان يعتقده العلماء من قبل، حيث يقول علماء البعثة إن قطره يبلغ 1473 ميلاً، أي أكبر إلى حد ما من العديد من التقديرات السابقة التي قدرته ب 1400 ميل فقط.. وهذا يعني أن بلوتو أكبر من كافة الأجرام السماوية الأخرى الموجودة في المجموعة الشمسية، خارج مدار نبتون، ما يعني أيضا أنه قد حان الأوان لرفع مستوى بلوتو ليحمل لقب "كوكب" بدلا من "الكوكب القزم". اليس بومان، مدير العمليات في المحطة، قالت "مركبتنا الفضائية بوضع جيد، وسجلنا بيانات عن نظام كوكب بلوتو".. بينما أضاف تشارلز بولدن، المسؤول في وكالة ناسا: "نجاح هذه المهمة يعني أننا زرنا كل كواكب المجموعة الشمسية". وقضى المسبار معظم فترات رحلته إلى "بلوتو"، التي استغرقت 9 سنوات ونصف، في مراحل من السكون.. وخرج من سباته في يناير من العام الجاري ليبدأ في جمع البيانات العلمية.. و"آفاق جديدة" هي مركبة فضاء أرسلتها "ناسا" إلى كويكب "بلوتو" في 19 يناير 2006، وهي أول مهمة لناسا في حدودها الجديدة لهذه الفئة، وهي أكبر حجما، وأكثر تكلفة من مكوك الفضاء "ديسكفري".. بينما بلغت تكاليف المهمة، بما في ذلك المركبات الفضائية وأجهزة الفحص ومركبة الإطلاق، وعمليات البعثة وتحليل البيانات والتعليم والتوعية العامة، حوالي 650 مليون دولار. و"بلوتو" يقع في حزام "كويبر" المكون من مجموعة من الكويكبات الجليدية التي تدور حول الشمس، والتي تعتبر من مخلفات عملية تكوين المجموعة الشمسية قبل أكثر من 4,6 مليار سنة، والحزام هو آخر منطقة غير مكتشفة في المجموعة الشمسية.. بينما كان اتحاد الفلكيين الدولي قد قرر، قبل 9 أعوام، تجريد "بلوتو" من تسميته كوكبا، وجعله "كوكبا قزما"، بعد أن اكتشفوا أكثر من ألف من أمثاله ضمن حزام "كويبر"، وبهذا تغير عدد الكواكب من 9 إلى 8، وهم عطارد والزهرة والأرض والمريخ، إضافة للمشتري وزحل وأورانوس ونبتون.