اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، بموضوع الإرهاب والأزمات التي تشهدها المنطقة خاصة الحرب في اليمن وسرويا، وموضوع رفض اليونانيين لشروط مجموعة "الأرو" في استفتاء جرى قبل يومين، والأزمة الحكومية والسياسية في لبنان. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (إرادة الشعوب) عن الاستفتاء الذي جرى باليونان ورفض فيها المواطنون هناك بأغلبية كبيرة شروط دول مجموعة الأورو التقشفية وقالت إنه لم يكن أمام اليونانيين من خيار سوى قول "لا" ل"خطط الدائنين الذين فرضوا شروطا صعبة على اليونان ". واعتبرت أن "لا" اليونانية ليست مجرد نصر لليونانيين ولحكومتهم التي أعلنت الصمود أمام ضغوط الدائنين خاصة ألمانيا التي تشددت في فرض شروطها على اليونانيين، بل نصر لبقية الشعوب والدول التي لا تزال تخضع لشروط "الأورو". وأكدت أن بعض دول أوروبا الشرقية التي انضمت أخيرا للاتحاد الأوروبي قد تفكر مليا في الانسحاب من "الأورو"للتخلص من القيود الاقتصادية التي فرضت عليها كشرط للانضمام للاتحاد " ليس هذا فحسب، فدولة أخرى قديمة بالاتحاد مثل إسبانيا قد تلجأ هي الأخرى لخيار الانسحاب لتسير على خطي حكومة اليونان". وعادت صحيفة (الجمهورية) للحديث عن الإرهاب وقالت في افتتاحيتها بعنوان (مواجهة استثنائية للإرهاب) إن مصر تواجه "حربا استثنائية" تتطلب مواجهة استثنائية أيضا تحشد لها الدولة كل الوسائل التي تحقق النصر. وأكدت أن الجميع يتحمل تكاليف هذه المواجهة بالقبول ان لم يكن بالحماس باعتبارها ضريبة الانتماء لهذا الوطن والحرص علي كيانه ووجوده . وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها أن مصر تواجه "أشرس حرب ضد الارهاب في الداخل وفي سيناء"داعية إلى التوحد ضد الإرهاب وقالت " كشعب يجب ان نتوحد ضد الارهاب علينا ان نقتفي اثر هؤلاء القتلة المخربين.. علينا ان نساعد الامن في القبض عليهم وإجهاض اعمالهم التخريبية..". وفي قطر ، لاحظت صحيفة ( الشرق) أنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم والأمم المتحدة حركة مكوكية وجهودا حثيثة، واجتماعات ودعوات وضغوطا للتوصل إلى هدنة في اليمن، ويتحرك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة دون كلل لأجل ذلك، "يعيش الشعب السوري غير بعيد عن أعين المنظمات الدولية مأساة منذ أكثر من أربع سنوات، ذاق فيها الموت والتشريد ألوانا(..) وازدواجية للمعايير ترتكبها القوى العظمى غير عابئة بأبسط معايير الديمقراطية أو القوانين الإنسانية والأخلاقية". وسجلت الصحيفة في افتتاحيتها أن " العالم لا يتعامل مع المحنة السورية لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، بل تحركه المصالح لا غير، حيث الحال في سوريا لا يفيد سوى شركات السلاح، وإسرائيل في النهاية هي المستفيد الأكبر"، مطالبة في هذا السياق "العالم الحر بحل جاد للمحنة السورية وبالبعد عن ازدواجية المعايير ". وبخصوص الملف النووي الايراني، لاحظت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن كل المؤشرات الصادرة من فيينا، حيث تلتئم المحادثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، "تدل على أن التوصل إلى نهاية سعيدة باتت في متناول" متوقعة أن يتم الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع، خاصة بعد ظهور نوع من التفاهم حول مسألة العقوبات. وترى الصحيفة أن إبرام الاتفاق "سوف يسمح بعودة إيران إلى الأسرة الدولية، مع ما يرتبه ذلك عليها من مسؤوليات"، معبرة عن الامل في أن تسهم في إشاعة أجواء من الاستقرار، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، "التي تعيش واحدة من أسوأ حالاتها، بفعل الصراعات التي تعتمل فيها"، و مؤكدة أن المسألة الجوهرية لا تتعلق بالسلاح النووي وحده، "وإنما أيضا في وجود رغبة صادقة وأكيدة للتعاون من أجل حل المشكلات المعلقة والمتفاقمة في أكثر من دولة من دول المنطقة ". وبالإمارات، خصصت صحيفة (الخليج)، افتتاحيتها لرفض اليونانيين، في استفتاء، "للشروط المجحفة التي وضعها المقرضون الدوليون لقاء الاستمرار في تقديم المساعدات المالية لبلادهم"، موضحة أنهم أكدوا بهذه المناسبة رفضهم للابتزاز ومنحوا حكومتهم تفويضا واضحا يعزز موقفها في المفاوضات التي تستأنف على أسس وقواعد جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن اليونان تعرضت على مدى الأشهر الماضية وطوال فترة المفاوضات التي قادتها حكومة تسيبراس اليسارية لعمليات ابتزاز وشروط مذلة لإخراجها من أزمتها المالية جراء الديون المتراكمة عليها وواجبة السداد ،التي تفوق قدرة الشعب اليوناني على الوفاء بها. وخلصت إلى أن العلاقة بين اليونان والاتحاد الأوروبي دخلت مرحلة جديدة ستحدد نتائجها مستقبل الجانبين معا. أما صحيفة (البيان)، فتطرقت في افتتاحيتها، إلى ما يعرفه العالم العربي منذ سنوات من ارتفاع صاروخي لمنسوب الكراهية، مضيفة أن تحليل الصراعات السياسية والدينية والمذهبية "يكشف عن تجذر الكراهية وتفجرها بشكل غريب هذه الأيام ". وأبرزت الافتتاحية أن المتابع لما تنشره وسائل الاتصال الاجتماعي، عبر التعليقات، وعبر الإعلام العربي عموما، وما "نراه من اصطفافات فئوية ودينية ومذهبية وطائفية، يشعر برعب شديد، فقد تولدت كراهية هائلة في نفوس كثرة من العرب تجاه بعضهم البعض". وشددت (البيان) على أن تفشي الكراهية بهذا الشكل، "أمر ينذر بما هو أخطر، إذ كيف سوف تستعيد هذه المجتمعات لحمتها الأولى، والثأر في الصدور عنوان بارز، كما أن إذكاء الكراهية عنوان واضح، تتم إدامته عبر وسائل كثيرة" مشيرة في هذا السياق إلى أنه يتم ردم أصوات العقلاء وسط هذه الكراهية، ولا أحد يسمع للعقلاء الذين يريدون إطفاء نيران الفتن وسط هذه المجتمعات. ومن جهتها، سلطت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، الضوء على جهود القيادتين المصرية والتونسية للتصدي للإرهاب، مضيفة أن مواقفهما تستحق الدعم والتأييد لما لها من آثار لاستقرار وأمن البلدين وانعكاسات ذلك على المنطقة ككل. وشددت على قدرة الشعبين اللذين انتزعا اعتراف العالم خلال سنوات بإرادتهما المشروعة ومطالبهما المحقة، على الانتصار مجددا على وباء يهدد كل العالم، بفضل حكمة وشجاعة ووعي القيادتين، والتضامن الشعبي الجماهيري الذي يؤكد الدعم المطلق والاستعداد للعمل يدا بيد لتحقيق الأهداف المشروعة وأولها القضاء على الإرهاب ليسود الأمن وهو الأساس بكل تقدم وتطور مطلوب. وفي الأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، أن التطورات الإقليمية والدولية قد تدفع الأردن إلى اختبار قدراته الحقيقية على مواجهتها، "فنحن أمام احتياطات وتدابير أمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية، وحدودنا المشتركة مع العراقوسوريا ليست محمية إلا من جانبنا.. . ". وشددت الصحيفة على أن العنصر المهم في تثبيت وتعزيز القدرات الأمنية، هو سلامة الجبهة الداخلية مؤكدة على أنه "لا مفر لنا من الاعتماد على الذات". وتطرقت صحيفة (الدستور) لواقع السياحة بالأردن، فأشارت إلى أن مساحة الأمل السياحية اتسعت مؤخرا، نتيجة لكثرة الحديث حول النشاط الذي سيشهده القطاع السياحي قريبا والخطط التي أعدت لغايات إخراج القطاع من أزمته. غير أن الصحيفة اعتبرت أن السؤال الذي يفرض نفسه هو "إلى متى يبقى الواقع يغرق في الدراسات والأفكار النظرية¿"، ورأت أن هذه "معادلة ليست سهلة في تجسيد القناعة في جدوى الخطط السياحية وتحقيق توازن عملي بين ما يقال بهذا الشأن وبين ما يجسد على أرض الواقع الذي ما يزال يعاني من مشاكله ويتكبد ملايين الدنانير من الخسائر". ومن جهتها، قالت جريدة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "2 بالمائة¿ لنتخذ قرارين إذن"، إن نمو الناتج المحلي في الربع الأول من السنة الجارية ب2 بالمائة فقط "أمر ليس شديد السوء كما يبدو حتى الآن، لاعتبارات أهمها تأخر إقرار الميزانية العامة والصرف منها وتواضع حجم الإنفاق الرأسمالي المرصود لعام 2015". ودعا كاتب المقال إلى اتخاذ قرارين عاجلين، أولهما خطة اقتصادية توسعية لإنفاق 40 بالمائة على الأقل من المبلغ المتوفر في البنك المركزي من أصل المنحة الخليجية للأردن البالغ ملياري ونصف مليار دولار، على قطاعات السياحة والنقل والطاقة، والثاني يتمثل في تخفيض البنك المركزي لسعر الفائدة على الدينار. وفي البحرين، تحدثت صحيفة (الوطن) عن معادلة "أبلسة السنة" التي تساعد على تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط وتمكين قوى سياسية جديدة، وبالتالي حماية المصالح الغربية في المنطقة، موضحة أن المعادلة تقوم على أن القوى السياسية الجديدة التي سيتم تمكينها هي أكثر اعتدالا، وستساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بدلا من القوى الحالية التي سيطرت على المنطقة تقليديا، وتحديدا المكون السني. ويرى رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "ما وراء (داعش) .. معادلة التطرف والاعتدال"، أن إشكالية المعادلة هي أنها تعتمد على قصور واضح في الفهم الغربي لطبيعة المجتمعات العربية، وتحديدا المكون السني الذي "يملك قابلية سريعة للتطرف متى ما شعر بتهديد يتعلق بوجوده أو مستقبله أو حتى مصيره"، كما يشمل القصور فهم طبيعة المكون الشيعي الذي "يجري تمكينه حاليا، فلديه أيضا القابلية السريعة للتطرف". وبعد أن أشار الكاتب إلى أن الصراع في الشرق الأوسط مازال في بداياته، وستكون النتيجة المقبلة كارثية للغاية إذا استمرت المعادلة الغربية لأنها "خطرة للغاية، وخطورتها الأكبر على المجتمعات العربية قبل المصالح الغربية"، أكد أنه لا يوجد أي اهتمام غربي بكيفية بناء شراكات بين مختلف مكونات المجتمع لبناء مجتمع تعددي قادر على التعايش السلمي يحقق الأمن والاستقرار، ويحمي المصالح الغربية، في وقت يتركز فيه الاهتمام على كيفية تغليب طرف على آخر وفق نظرية "أبلسة السنة". ومن جهتها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن المهم في بناء الدولة هو احترام الآخر واعتباره مواطنا من حقه أن يعيش بأمان واحترام، والعمل على أن يتم تحسين أوضاع أي فرد أو فئة عبر العمل والاجتهاد، و"ليس عبر الشكاوى إلى المنظمات الأجنبية والدول الغربية التي لا تريد إلا مصالحها". والمهم أيضا لوحدة البلاد، تؤكد الصحيفة، الإيمان بالمؤسسات الديمقراطية وأن يمر التغيير من خلالها، مستطردة أن التغيير من خلال البرلمان تغيير بطيء "لكنه أفضل من الفوضى التي ستأكل الأخضر واليابس، كما هو حاصل في بلاد عديدة حولنا، ولا نريد أن نتعلم مما يحدث فيها". وبلبنان، واصلت الصحف اهتمامها بالمشهد السياسي الذي يتصدره قرار زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون النزول الى الشارع في حال تم التمديد لقيادة الجيش، إذ علقت صحيفة (البلد) بالقول إن "الجميع" يترقب كيف سيكسب من خيبة الجنرال ميشال عون في الشارع فيما لو وقعت"، مشيرة الى أن القوى المسيحية "الحليف منها أو الخصم" للجنرال كل على مسافة واحدة منه يحفظون لأنفسهم حق المشاركة "في مكاسب الجنرال"، وفي نفس الوقت "لا يتطابقون معه في السلوك أو الوسيلة التي ابتغاها". أما (الأخبار) فاعتبرت أن هناك أسئلة ثلاثة تطرح حول "النزول الى الشارع" الذي يهدد به عون، مشيرة الى أنها أسئلة "لا تزال بلا اجوبة واضحة ونهائية، وهي "حجم المشاركة الشعبية عندما يأمر عون بالنزول الى الشارع، و المكان الملائم للنزول، واحد أو أكثر، في منطقة واحدة أو أكثر، و الاستمرار فيه يوما واحدا أو اكثر". من جانبها قالت صحيفة(المستقبل) الناطقة باسم تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري ،إن عون، وعلى بعد يومين من انعقاد جلسة مجلس الوزراء (الخميس)، يجد نفسه "في سباق محموم مع الزمن لترجمة سياسة الحشد الشعبي ميدانيا في مواجهة الحكومة". وأبرزت أن ساعة صفر هذا الحشد "لا يملك إلا العماد عون وحده تحديدها" موضحة نقلا عن مصادر من التيار أن التحرك المزمع تنفيذه في الشارع "لن يكون على مستوى كبير في هذه المرحلة إنما سيأتي بمثابة رسالة تحذيرية خفيفة". وفي ذات الصعيد تبرز الصحيفة، فإن حلفاء عون " ينأون بأنفسهم عن تحركات التيار المرتقبة، إذ عبروا حسب الصحيفة عن ذلك "صراحة خلال اجتماعات التكتل من منطلق تحسسهم المسؤولية الوطنية تجاه تحصين البلد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ" لبنان والمنطقة. أما صحيفة (السفير) فاهتمت بموضوع الرئاسة، المرشح لها عون، مبرزة أنها "المرة الأولى التي تكون العوامل الداخلية أكثر تحكما بانتخاب رئيس الجمهورية من العوامل الخارجية"، خصوصا، تقول "أن معظم الدول الكبرى لم تعط أية إشارة على تقدم مرشح على آخر". كما أن القوى الإقليمية المؤثرة، تضيف الصحيفة، وخصوصا السعودية وإيران، "تنفض أيديها وتحيل الأمر على اللبنانيين، ولسان حال سوريا المأزومة التي تخوض معركة وجودية ومصيرية، أنها لا تملك ترف تحديد هوية رئيس لبنان، بل جل همها أن يكون قريبا من خطها".