حكت "لابستا التنورتين" المتابعتين بتهمة الإخلال العلني بالحياء أمام ابتدائية إنزكان واقعة اعتقالهما بتفصيل، ونفتا أن تكون الواقعة قد جرت في رمضان وإنما اقترنت بيوم قبل حلوله، كما دافعتا عن لباسهما ووصفتاه بالعادي، متحدثان عن وقائع مهينة في قسم الشرطة وصلت إلى حد شتمهما، وعن لحظات من الرعب عاشتاها في محل خاص بمواد التزيين بعدما حاصرهتما مجموعة ذكورية مطالبة بإخراجهما من المتجر، لدرجة أن البعض قد أقدم على تكسير بعض من متعلقات المرفق التجاري. وقالت الفتاتان في حوار مطول مع إذاعة "راديو بلوس" إنهما اتجهتا إلى سوق مدينة انزكان قصد شراء بعض الحاجيات، وما إن أوقفتا السيارة على الشارع المحاذي لفضاء التسوق حتى ترصدهما بائع متجوّل طلب من إحداهما رقم هاتفها، ورغم أنها صدّته إلّا أنه تمادى في طلبه، ولاحقهما لمدة من الوقت. "لابستا التنّورتين" أوردتا أنهما دخلتا إلى محل خاص ببيع مساحيق التجميل دون أن يفلح ذلك في ثني ملاحقهما ودفعه للتراجع، وما هي إلّا بضع دقائق حتى علا الصراخ خارج المحل، لتكتشفا وجود مجموعة من الرجال يسبون ويشتمون، ويطالبون صاحب المحل بأن يعمل على إخراجهما، فما كان من الفتاتين إلّا أن طلبتا من صاحب المحل الاتصال بالشرطة، وهو ما حصل، إذ حضرت عناصر من قوات الأمن التي كانت قريبة من السوق. وركزت المتحدثان على لحظات المطالبة بإخراجهما من المحل، إذ تخوّفتا بشكل كبير من رّدة فعل رجال كانوا يصرخون بأعلى أصواتهم، مقدمين على توجيه الشتائم بسبب اللباس المرتدى من لدن الأنثيين.. بل وصل الأمر إلى حد ضرب واجهة محل "الماكياج" بالحجارة، متسببين في خسائر مادية. المتحدثتان على الأثير قالتا أيضا إن رجلا ملتحيًا قد دخل إلى المحل الذي لاذتا به من أجل محاولة إخراجهما صوب المجموعة الذكورية، وبعد ذلك تمت محاصرتهما، ليمتلأ الفضاء عن آخره.. وقد وجدت قوات الأمن صعوبة كبيرة في تحريرهما، كما أن أحد التجار أعطاهما جلبابين طلب منهما ارتداءه لتفادي المزيد من الضجة. وقالت واحدة من الفتاتين إنها رّدت على الذي تحرّش بهما وطلبت منه الابتعاد أكثر من مرة، كما أنهما تعرفتا عليه بمعية أربعة من أصدقائه الذين يعملون داخل السوق، واستبعدتا أن يكون لباسهما هو سبب المشكل بما أن المحترّش طلب في البداية رقم واحدة منهما.. فما كانتا ترتديانه يعدّ لباسًا عاديًا يروج بعموم محلات الأزياء النسائية عبر ربوع البلاد، ووضعه أمر شائع في مدينة أكادير وغيرها من حواضر البلاد، فضلًا عن أنهما لبستاه أكثر من مرة دون حصول أي إشكال. أما بخصوص المحضر المنجز لهما على أيدي الأمنيين فإن "لابستي التنورتين" قالتا إن توقيعهما عليه جرى دون أن يُسمح لهما بقراءته، لتكتشفا بعد ذلك أنه يتضمن عبارة: "أؤكد لكم أنني أرتدي لباسًا ضيقًا وتفاصيل جسمي واضحة، كما أن فخذاي عاريين إضافة إلى جزء من صدري.. وأوكد لكم أن اللباس الذي كنت أرتديه أثار انتباه جميع المارة نظرًا لقصره وضيقه، وأؤكد لكم أن الغرض من لبسه هو إظهار مفاتن جسمي واستمالة الرجال". وقائع أخرى ذكرت نفس المعنيتين بالأمر أنها جرت وسط مقر الشرطة، حيث قضيتا الليلة بالكامل وهما تطبقان أوامر رجال الشرطة، الواحد تلو الآخر، بالوقوف ثم الاستدارة من أجل أن يروا طبيعة لباسهما، كما أن ذات العناصر الأمنيّة وجهت للفتاتين أسئلة ذات طابع جنسي بعيدة عن القضية، كما طالهما سب أصولهما، فيما برز عميد شرطة وحيدا وهو يستنكر ما قام به البوليس وطالبهم بالكف عن ذلك.