اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأربعاء، بعملية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات ،وموضوع الإرهاب الذي يهدد العديد من الدول في المنطقة العربية وخارجها، والحرب السورية وتداعياتها على دول المنطقة والجوار. ففي مصر واصلت الصحف اهتمامها بعملية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، وقالت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (وداعا محامي الشعب) إن هناك ثلاث رسائل من هذه العملية أولها إن "المجرمين الإرهابيين تجاوزا كل الخطوط الحمراء" وأنه "كلنا في مصر أصبحنا أهدافا" وثانيها أنه مطلوب من جهاز الأمن المزيد من اليقظة والحذر وتعديل خطط التأمين وابتكار وسائل جديدة للمواجهة. وأما الرسالة الثالثة، فهي ، حسب الصحيفة ، موجهة للقضاة داعية إياهم إلى عدم الخوف أو الاهتزاز والاستمرار في هذه المهة المقدسة. وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها أن حق الشهيد بركات لن يضيع ويجب الثأر له والانتقام لمصر كلها من أعداء الحياة . وقال كاتب المقال إنه وحتى " نحقق ما نريد(..) لابد ان نعد للأمر عدته بتعديل القوانين اللازم تعديلها، حتى نطلق يد العدالة، كي نستطيع بالحق والعدل والقانون توقيع الجزاء العادل والعاجل على أعداء الحياة وأعداء الشعب". أما صحيفة (الجمهورية) فخصصت افتتاحيتها للحديث عن ثورة 30 يونيو التي أحيت مصر ذكراها الثانية وقالت إن هذه الثورة التي انتصرت على "حكم جماعة تنكرت للشعب" مستمرة . وأضافت أن هذه الثورة سوف تستمر على الطريق الذي رسمه الشعب موصلا إلى دولة حديثة متقدمة تحتضن كل المصريين وتحقق لهم أحلامهم وآمالهم التي ناضلوا من أجلها طويلا . وفي قطر ، لاحظت صحيفة ( الشرق) في مقال لها أن قضية الإرهاب ظلت تتصدر المشهد السياسي على مستوى العالم منذ سنوات، مسجلة أنه على الرغم من ارتفاع وتيرة الأعمال الارهابية من فترة الى اخرى، الا أن القاسم المشترك لردود الفعل الدولية لم يتعد ادانة السلوك والمطالبة بمحاصرة الجماعات الارهابية وتجفيف مصادرها. وترى الصحيفة أن الحلول الجذرية لقضية الارهاب "لابد ان تكون شاملة ومتكاملة وتشترك فيها الدول والمنظمات والهيئات الدولية والاقليمية والمؤسسات الخيرية"، مبرزة أن معالجة جذور الارهاب وليس ظواهره، يتطلب سياسات اصلاحية على المستوى الدولي تهم العدالة الاجتماعية واحترام الشعوب وخياراتها، و محاربة الفقر. وتعليقا على موقف قطر إزاء تزايد انتشار ظاهرة (الإسلاموفوبيا ) في عدد من البلدان ، المعبر عنه امس في جنيف خلال أعمال الدورة 29 لمجلس حقوق الإنسان ، كتبت صحيفة ( الراية) في افتتاحيتها "أن هذه الظاهرة اضحت خطيرة إذ تعبر عن رفض بعض الأطراف المتطرفة والمتشددة للإسلام والمسلمين ". وترى الصحيفة أن الإحصاءات تشير إلى تزايد حالات الاعتداء والتهديد القائم على العرق والدين في بلدان ظلت تصنف بأنها مأوى الديمقراطية وحقوق الإنسان دونما اتخاذ أي تدابير فاعلة وحاسمة لمنع هذه الانتهاكات. بدورها ، أكدت صحيفة ( الوطن) في افتتاحيتها تحت عنوان " قطر تحذر من الاسلاموفوبيا" أن هذه الظاهرة آخذة في التنامي والتزايد، في أوروبا وأمريكا، حيث يتعرض المسلمون بسببها في هذه المناطق إلى مضايقات و تضييقات. و في هذا السياق ، اعتبرت الصحيفة "أن ما تتعرض له قطر ،التي فازت عن جدارة باستحقاق تنظيم كأس العالم 2022 لكرة القدم ولأول مرة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، تنطلق من منطلقات عنصرية وتمييزية، وهو ما يتعارض مع روح وأهداف هذه الأنشطة وتشكل نمطا معاصرا للعنصرية والتمييز العنصري يجب الوقوف عنده ومحاربته حتى لا يصبح ذريعة للتعصب والتمييز ضد العرب". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه بعدما وجدت تركيا نفسها في مأزق عدم القدرة على تحقيق مخططاتها وما كانت تسعى إليه طوال سنوات تورطها في المنطقة العربية من خلال تدخلها في العديد من الدول العربية، ها هي تلجأ إلى خيارات أكثر خطورة من خلال السعي للتدخل العسكري المباشر بزعم حماية مصالح وأمن تركيا. وأكدت الصحيفة أن حالة من الارتباك والانفعال بدأت تتحكم بالخطوات التركية بعد فشل كل ما كانت تراهن عليه أنقرة جراء استخدام ورقة (الاخوان) والجماعات الإرهابية في سوريا والمنطقة في تحقيق "الحلم العثماني لأردوغان". وشددت الافتتاحية على إن إقدام تركيا على التدخل العسكري المباشر في شمال سوريا بحجة منع الأكراد من إقامة (دولة) سوف "يشكل عدوانا مباشرا على دولة عربية مجاورة وانتهاكا للقانون الدولي، ثم إنه يضع المنطقة أمام مخاطر جديدة تضاف إلى تلك التي تمثلها التنظيمات الإرهابية، لأن هذا التبرير يفتقد إلى الصدقية والواقعية". ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها أن القلق سيبقى يخيم على العالم طالما بقي الإرهاب موجودا وقادرا على ترجمة مكنونات الظلام التي تعشش في أدمغة حامليه قتلا وذبحا وتنكيلا، في أي مكان. وأوضحت الافتتاحية أن جميع الدول مهددة، وجميعها في دائرة الخطر، مشيرة إلى أنه إن كانت بؤرة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية عمليا في سورياوالعراق، لكن الخلايا النائمة في الكثير من دول العالم تعتبر قنابل موقوتة حيث توجد، وبالتالي فهي لا تتورع عن الضرب في كل مناسبة يمكنها ذلك. وفي البحرين، كتب رئيس تحرير صحيفة (أخبار الخليج) أنه منذ أن كتب عالم السياسة الأمريكي صمويل هنتنغتون مؤلفه الشهير "صدام الحضارات" في أعقاب نهاية الحرب الباردة، وما جرى على المسرح السياسي العالمي من أحداث كبرى بدءا من أحداث 11 سبتمبر المشؤومة مرورا بغزو أفغانستان واحتلال العراق ووصولا إلى "الربيع العربي"، فإن كل ذلك يثير علامات استفهام كبرى مازالت تبحث عن إجابات وتفسيرات مقنعة للتفكير السياسي والعقلاني السليم. وقال في مقال بعنوان "نداء إلى الأمة"، إنه ليس من المنطقي ومن غير المعقول أن تقع كل هذه الأحداث والكوارث الكبرى في أقل من ربع قرن ويكون التركيز فيها على استهداف العالم العربي والإسلامي بالذات من دون أن يكون وراء ذلك كله مخططات مريبة وسياسات مشبوهة. ويرى الكاتب الصحفي أن "القوى الطامعة والتوسعية" التي تستهدف منطقة الخليج الحيوية لا تستطيع أن تدخل في حرب علنية ضد أبناء المنطقة الخليجية العربية، لذلك لجأت إلى تكتيك "حرب الاغتيالات الجماعية" عبر استهداف بيوت الله، بغية إشعال نيران الفتنة المذهبية والدينية في المنطقة، مشددا على ضرورة استحضار ضرورة الإعلاء من فكرة "العروبة أولا"، وتذكر الحكمة الخالدة: "الدين لله والوطن للجميع". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (الأيام) في مقال بعنوان "الكويت وتونس وفرنسا والإرهاب الأسود"، أن الاعتداءات الإرهابية التي ضربت هذه الدول لم تأت من فراغ، ولكنها جاءت "وفق تدبير مسبق لخلط الأوراق وإشعال نار الفتنة في العواصم الثلاث"، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بإرهاب ممنهج لا يعرف دينا ولا مذهبا ولا جنسا من البشر، إذ كما هو يعبث بالعراق وسورية واليمن يحاول جاهدا جر دول الخليج العربي وشمال إفريقيا وأوربا إلى نفس المستنقع. وأكدت الصحيفة أن الاعتداءات التي وقعت في الكويت وتونس وباريس، يوم الجمعة الماضية، هي أعمال إجرامية وإرهابية تستهدف ضرب اللحمة الوطنية، وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات الآمنة، ومحاولة الدفع بها في أتون "فوضى خلاقة". وفي الأردن، قالت جريدة (الدستور)، في مقال بعنوان "الأردن و(درعا)!"، إن الثابت، إلى الآن، أن المقاربة الأردنية الرسمية ما تزال تعتمد على حماية الحدود، وعلى "شبكة الأصدقاء" المحليين في العراقوسوريا، للحد من تأثير تنظيم (داعش) والفصائل المشاكلة له على الأمن الوطني الأردني، "مع وجود جهود موازية لبناء جسور علاقة مع قوى في المناطق الشرقية لسورية". وأضافت الصحيفة أن هذه المقاربة تحظى، إلى الآن أيضا، بالقبول والتوافق الرسمي والشعبي، مع عدم وجود أي رغبة داخلية في التدخل في الجوار المضطرب، "بما يحمله ذلك من كلفة كبيرة وخطيرة، فالدعم الأردني للشركاء والأصدقاء والحلفاء يكتفي بالتدريب والدعم اللوجستي والأمني والجانب العملياتي عن بعد"، معربة عن الأمل في "ألا نضطر إلى التفكير في خيارات أخرى (...) لكن ذلك قد يتطلب تطويرا للرؤية الاستراتيجية للعلاقة مع الفصائل المختلفة والمجتمع المحلي السوري وتحسينها". وكتب محرر الشؤون الوطنية في صحيفة (الدستور) أن الإعلام الرسمي الأردني يقدم رسالته الإعلامية الوطنية حيث يزاول وظائفه المتعددة كسلطة رابعة انطلاقا من تصديه لأي انتهاكات للثوابت الوطنية وقواعد السلم الاجتماعي. وأكدت الصحيفة على ضرورة تعزيز الإعلام الوطني المهني "بما يحقق الرؤية الوطنية التي تهدف في جوهرها وصورتها الشاملة إلى تعزيز وتوطيد وحماية الإعلام الوطني الحر (...) لكي يبقى الإعلام شريكا أساسا في تنمية الروح الوطنية والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة (...)". ومن جهتها، كتبت جريدة (الرأي)، في مقال بعنوان "الضيف السوري"، أن الأردن كان ناصحا أمينا في سبل التعامل مع القضية السورية "بشكل دبلوماسي يبعد سوريا ذات الوجهة السياحية للدول العربية عن الخراب والاقتتال والانقسام والقتل". وبعد أن تساءلت الصحيفة عن الداعي لكل هذا الحرق للبشر والشجر وعما إذا كانت البشرية بأكملها عاجزة عن إيجاد تسوية لوقف قتل الأطفال والأمهات، قالت "لا نحتاج سوريا زمان ولا نحتاج مناظرها الخلابة ولا نحتاج مطاعمها ومقاهيها، فقط نحتاج أطفالها وشعبها، ولتصارع البقية على الكرسي بعيدا عن ذلك". وبلبنان، كتبت صحيفة (الأخبار) إن "الجدال بين التيار الوطني الحر (يترأسه ميشال عون) ورئيس الحكومة تمام سلام يستبق جلسة مجلس الوزراء غدا الخميس، بعد دعوة سلام الحكومة إلى الانعقاد على الرغم من عدم الوصول إلى تسوية في ملف التعيينات الأمنية، الذي يصر التيار على وضعه بندا أول في أي جلسة حكومية". وأشارت الصحيفة الى أن "سلام سيفتح خلال جلسة يوم غد باب النقاش في التعيينات الأمنية نزولا عند رغبة العونيين"، لكن ذلك لا يعني، وفق الصحيفة، الوصول الى اتفاق، بل إن "فتح باب النقاش سيصل إلى حائط مسدود في ظل الاختلاف الكبير في وجهات النظر في مسألة التعيينات". أما (النهار) فأبرزت أن جلسة مجلس الوزراء غدا "قد ترسم الخط البياني للوضع الحكومي المأزوم"، متحدثة عن "الأجواء الضبابية" التي غلفت الاستعدادات لهذه الجلسة. من جهتها تطرقت صحيفة (المستقبل) لزيارة وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومعهما الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، أمس، الى بلدة عرسال (بلدة متاخمة للحدود السورية)، حيث تفقدوا الوحدات العسكرية المنتشرة، معتبرة أن "لا شيء يطمئن أهل عرسال وكل الجوار في المنطقة الحدودية الشرقية، أكثر من تأكيد حضور الدولة وقواها العسكرية والأمنية عندهم ". وفي ذات السياق، أبرزت (السفير) أنه وبينما تستعد الحكومة لمواجهة "اختبار جديد" في جلسة غد الخميس المفتوحة على أكثر من سيناريو، و"فيما يتواصل الأخذ والرد حول التعيينات الأمنية وسط الشلل المؤسساتي(...) انتقلت الأممالمتحدة "فجأة" الى عرسال، حيث جالت المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ في المنطقة، وفي المواقع العسكرية وعاينت الواقع الميداني، في زيارة غير مسبوقة. وقالت الصحيفة "إن المواقف التي أطلقتها كاغ خلال جولتها على المواقع العسكرية المتقدمة في مواجهة المجموعات التكفيرية، قد عكست استمرار سريان القرار الدولي بحماية الاستقرار النسبي في لبنان، ومنع انكشافه أمام الإرهاب أو الفوضى الأمنية".