بعد عملية دامت 19 يوماً كاملاّ، أعلنت وزارة الصحة إخلاءها التام لمحيط ضريح "بويا عمر" من النزلاء، الذين كانوا محتجزين كمرضى نفسانيين، موضحة أن المستشفيات استقبلت 795 مريضاً، 5% منهم نساء، فيما استعادت العائلات والأسر 27 مريضاً، بطلب منها. وفي حديثها عن المشرفين على ضريح "بويا عمر"، الذي جرى إخلاؤه من المحتجزين من المرضى النفسانيين ما أثار جدلا حقوقيا وسياسيا، قالت وزارة الصحة إن شرفاء الضريح تفهموا مبادرتها "واستحسنوها.. وقدموا كامل الدعم لإنجاحها إيمانا منهم بمصداقيتها وأهميتها لضمان كرامة هؤلاء المرضى وحرمة ضريح الولي الصالح بويا عمر". المبادرة، بحسب الوزارة التي يديرها الحسين الوردي، تأتي لوضع حد لانتهاكات حقوق المرضى النفسانيين، مشيرة إلى أن أُسَر هؤلاء المرضى وممثليها تفهموا الخطوة "خاصة بعدما تأكدوا من جديتها وجدواها وأنها تمثل بديلا حقيقيا لأوضاع الاحتجاز السابقة". وأوردت وزارة الصحة أن هذه العملية، تُعدّ مرحلة أولى لمبادرة "كرامة"، على أن المرحلة الثانية ستهدف إلى إعادة إدماج هؤلاء المرضى النفسانيين في المجتمع، عبر خلق "مؤسسات وسيطة"، تهتم باستقبال المرضى بعد خضوعهم للعلاج داخل المستشفيات واستقرار حالتهم وقبل إدماجهم في أوساطهم الأسرية. وتضيف الوزارة، ضمن بلاغ لها توصلت به هسبريس، أنّ إخلاء "بويا عمر" من نزلاءه المحتجزين يأتي ضمن المخطط الوطني للصحة النفسية والعقلية (2012-2016)، الذي سبق تقديمه أمام الملك محمد السادس قبل عامين بوجدة، والذي يشمل بناء وتجهيز ثلاث مستشفيات للأمراض النفسية والعقلية بأكادير والقنيطرة وقلعة السراغنة، بطاقة استيعاب تصل إلى 120 سريرا لكل مؤسسة استشفائية. ويشير المصدر ذاته إلى أن برمجة إنشاء وتجهيز مركب طبي ونفسي اجتماعي بمنطقة "بوياعمر"، بغرض استقبال وإيواء المرضى النفسانيين والتكفل الطبي والاجتماعي بهم، إلى جانب إنشاء مُرتقب لمصالح استشفائية مندمجة بطاقة استيعاب تصل إلى 30 سريرا بكل مصلحة، حيث بدأ العمل بأربع مصالح بكل من بوعرفة وشفشاون والعروي وتزنيت. وتورد الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة افتتاح جناح جديد بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بتيط مليل، بطاقة استيعاب تصل إلى 18 سريرا، و30 سريرا بمصلحة مندمجة بالمستشفى الإقليمي ابن مسيك، إلى جانب إعادة تهيئة مستشفى الأمراض النفسية لبرشيد. وتمّ من خلال "كرامة" وتعيين لجنة مركزية داخل وزارة الصحة، التكفل بالمرضى بالمركز الصحي الاجتماعي "بويا عمر"، عبر "تهييئهم من حيث الغسل والحلاقة وتوفير الألبسة"، قبل أن يتم عرضهم على الأطباء العامين ثم الأطباء النفسانيين لتشخيص حالاتهم ومدهم بالأدوية الضرورية، "ثم نقل المرضى مرفوقين بممرضين وبأفراد من أسرهم بسيارات إسعاف (..) إلى المستشفيات والمصالح الطبية المتخصصة القريبة من محل سكناهم قصد الاستشفاء والعلاج".