تواصل الشركات العالمية اختيار المغرب كوجهة للقيام باستثماراتها، فبعد أسبوع من إعلان شركة "بوجو ستروين" عن تأسيس مركّب صناعي لها في المغرب، جاء الدور على عملاق الصناعة الكهربائية والإلكترونية الياباني "فوروكاوا" للإعلان عن إحداث مصنع في المغرب يعتبر الأول من نوعه للألياف البصرية في القارة الإفريقية. وأعلن الموقع الياباني "Nikkei Asian Review" أن الشركة اليابانية التي تعتبر ثالث أكبر مصنع للألياف البصرية في العالم ستفتح مصنعا لها في مدينة طنجة، وذلك للاستفادة من خدمات ميناء طنجة المتوسط، وعلى الرغم من أن الشركة لم تحدد إلى الآن تاريخا محددا لإطلاق مشروعها، إلا أن قيمة المصنع تم تحدديها في حوالي 80 مليون درهم. وقالت الشركة اليابانية إن الذي حفزها على اختيار المغرب من أجل تأسيس مصنعها، هو الطلب المتزايد على البنيات التحتية المتعلقة بالاتصالات في القارة السمراء، متوقعة بأن يصبح المصنع الأول في تصدير الألياف البصرية نحو الدول الإفريقية. وتفيد الأرقام المتعلقة بحجم طلب الدول القارة الإفريقية على الألياف البصرية المستعملة في إيصال خدمة الأنترنت، بأن حاجيات دول إفريقيا والشرق الأوسط من هذا المنتوج سنتنقل من 18 إلى 32 مليون كيلومتر في أفق سنة 2018، أي بارتفاع 80 في المائة خلال ثلاث سنوات. وكبداية فإن عملاق الصناعة الكهربائية اليابانية يخطط لتوجيه إنتاج مصنعه في طنجة إلى الدول الإفريقية والأوروبية، قبل الانطلاق في صناعة المكونات الأخرى المستعلمة في توصيل خدمات الأنترنت، وتراهن الشركة اليابانية على أن يساهم مصنع طنجة في الرفع من إنتاجها من الألياف البصرية بنسبة 30 في المائة، ذلك أن المهمة الرئيسية لمصنع طنجة ستكون ضمان المرحلة الأخيرة من تصنيع الألياف البصرية بعد استقدام الماد الأولية من مصانع الشركة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتستحوذ الشركة اليابانية على 10 في المائة من السوق العالمي لإنتاج الألياف البصرية، خلف الشركة الإيطالية "بريسميان" والشركة الأمريكية "كورنين"، إلا أن اختيارها المغرب للانفتاح على القارة الإفريقية سيساهم في تحقيق الشركة اليابانية تقدما على منافسيها الرئيسيين. وذهب موقع "fibre optique" المتخصص في أخبار الألياف البصرية إلى حد توقع أن تقوم كل من الشركة الإيطالية والأمريكية بالقيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الشركة اليابانية، ويبقى المغرب المرشح الأول لجذب هذه الاستثمارات حسب نفس الموقع.