مباشرة بعد أن نشرت هسبريس خبرا بخصوص تقرير بثه موقع وكالة "فارس" للأنباء، التابعة لجهاز الحرس الثوري الإيراني، والذي تضمن انتقادات لاذعة للسياسة الخارجية للمملكة، واتهم المغرب بتنفيذ السياسات الصهيونية، وبعد موقف الحكومة الرافض، سارع الذراع الإعلامي للحرس الثوري إلى حذف المقال. وعاينت هسبريس حذف التقرير المعنون "المغرب أسير السياسات الصهيونية، حيث بدت الصفحة الإلكترونية التي نُشر فيها المقال خالية من أية إشارة، في محاولة على ما يبدو للتراجع عن "التورط" في إثارة مشاكل بين طهرانوالرباط، والتي بالكاد تم استئناف علاقاتهما الدبلوماسية. واعتبر مراقبون أن التعاطي الإعلامي المغربي مع موضوع المقال الذي نشرته وكالة فارس للأنباء الإيرانية، والذي كان مرفقا بتحليلات متخصصين قرؤوا خلفيات موقف الحرس الثوري، بالإضافة إلى رد فعل الحكومة، كانت عوامل حاسمة أفضت إلى تراجع الجهة التي أوحت بنشر مقال يسيء للمملكة. وفي ذات السياق، ذهب معلقون إلى أن ما حدث من ردة فعل إعلامية ورسمية مواكبة لما نُشر من اتهامات للمغرب بكونه يعمل أسيرا لسياسة الكيان الصهيوني، في ملفاته ومواقفه الدبلوماسية، يعتبر مطلوبا في التعامل مع الإيرانيين، حتى يحترمون المغاربة عندما يدركون أنهم يقظون إزاء ما يحاك ضدهم". وطالب معلقون حكومة طهران بالاعتذار علنا للمغرب عما بدر من الذراع الإعلامي للحرس الثوري، والمعروف أيضا باسم "حرس الباسداران"، وهو أحد أبرز أركان القوة العسكرية لإيران، باعتبار أن الاعتذار هو وحده الكفيل لاستئناف علاقات ثنائية سوية بين البلدين. واعتبر قراء أن تصرف الحرس الثوري، عبر ذراعه الإعلامي والإخباري ممثلا في وكالة فارس للأنباء، يروم تدمير اللبنة الأولى التي دشنت حائط الثقة بين الرباطوطهران، خاصة بعد استقبال الملك محمد السادس للسفير الإيراني الجديد، يوم الجمعة الماضي، بينما نشرت الوكالة المقال المسيء في الغد. وقال أحد المعلقين إن إيران أوعزت إلى الحرس الثوري مهمة وصم المغرب بهذه النعوت، حتى إذا اشتد الجدل لجأت إلى التبرؤ مما قاله الحرس الثوري، وهي بذلك تتحسس درجة رد فعل المغرب"، بينما رأى آخرون بأن قدَر العلاقات المغربية الإيرانية أن تخضع دائما لمواقف غير محسوبة".