حذرت الدكتورة وفاء فنيش، طبيبة ومستشارة العلاقات الزوجية، من ممارسة العلاقات الحميمية بين الأزواج قبل مرور 3 ساعات على إفطار رمضان، وذلك ضمن 6 نصائح قدمتها، في حوار مع هسبريس، بشأن الصحة النفسية والعلاقات الزوجية الخاصة في رمضان. بعد التراويح النصيحة الأولى، وفق الأخصائية المغربية، عدم ممارسة الجماع إلّا بعد مرور ثلاث ساعات على الأقل عن موعد الإفطار، وذلك لمنح الجسم الفرصة لإجراء عملية الهضم بشكلٍ طبيعي، موضحة أن "أفضل أوقات ممارسة العلاقة الحميمية هو ما بعد صلاة التراويح. وتشرح فنيش "الإفطار يشكّل الوجبة الأساسية للصائم، حيث يُفرط عادةً في الأكل، وسيشعر بعد ذلك بميلٍ للنوم والاسترخاء، وبما أن ممارسة الجنس في فترة ما بعد الإفطار يتطلب مجهوداً عضلياً وعصبياً، فإن ذلك سيؤدي إلى مشاكلٍ هضمية، وعدم نجاح العلاقة الجنسية. والنصيحة الثانية، بحسب ذات الطبيبة، أنه "لا ينبغي للزوجين التوقف عن ممارسة العلاقات الحميمية في رمضان، حتى لا تتأثر علاقة الحب التي تجمع الزوجين سلبا، فهي علاقة أباحها الله في رمضان، وهي مستحبة جداً في هذه الفترة حتى لا ينقطع الود بينهما طوال الشهر، بحجة تخصيصه للعبادة فقط". وأما ثالثة النصائح، تبعا للمصدر عينه، فهي "عدم الوقوف ضد الرغبة الجنسية التي تزداد في رمضان، لكونها مسألة محسومة بالقرآن الكريم والسنة النبوية"، مبرزة أن الرجل عندما يأتي زوجته يؤجر أجر صدقة تتضاعف في رمضان"، مشيرة إلى أن "الصائم لديه ميل لممارسة العلاقة الحميمة، أكثر من غير الصائم". وتضيف فنيش "ارتفاع الرغبة الجنسية يُعزى من ناحية إلى زيادة نسبة مادة الاندروفين في الجسد، فكلما تطلّب من الجسد بذل مجهود أكبر، كما في الصيام مثلاً، كلما زاد إنتاج الجسم لمادة الأندروفين، وهي مادة وظيفتها تخفيف الألم والنقص الذي يمر به الجسد، وتنظيم مشاعر المتعة لدى الإنسان، بما فيها المتعة النفسية والجسدية". فوائد الجنس الزوجي وقدمت فنيش النصيحة الرابعة، أن يستثمر الزوجان ما يتيحه رمضان من اللقاء اليومي على جميع الموائد لتجديد الحب بينهما، فالزوجان يجتمعان كل يوم على مائدة الإفطار والسحور، وقد يذهبا معاً لصلاة القيام في المسجد، وتكثر المناسبات التي يخرج فيها الزوجان سوياً". وخاطبت فنيش الزوجين "احرصا على قراءة القرآن سوياً كل يوم، والذهاب معاً إلى صلاة التراويح، وصليا جماعة في المنزل، ولا تتباعدا في الفراش، فتتباعد القلوب والأجساد، ولا تقطعا علاقتكما الحميمية في رمضان، بحجة العبادة، فهي تضفي التجديد على الحياة الزوجية عموماً". ولم يفت مستشارة العلاقات الزوجية أن تنبه في خامس نصائحها إلى "تجنب المداعبة أثناء فترة الصوم، بالنسبة للأزواج الذين لا يتحكمون بشكل جيد في نفسيهما، لما قد يسببه من الوقوع في المحظور، وإفساد يوم الصيام، والاكتفاء بالقبل والعناق الخفيف" وفق تعبيرها. وتكمل فنيش حديثها "الدين الإسلامي سمح للشريكين الصائمين ممارسة بعض صور التعبير عن الحب والعاطفة، كالعناق أو القبل، فالمداعبة بين الزوجين في نهار رمضان بغير جماع ولا إنزال لا تحرم، ولكنها قد تكون سببا في إبطال صوم بعض الأزواج". وأما النصيحة السادسة، تورد فنيش، فهي أن العلاقة الحميمية تساهم في الحفاظ على الصحة في رمضان، وخارجه، لهذا يجب عدم الإغفال عن دورها لمدة طويلة"، مردفة أن "الجماع و النشاط الجنسي بشكل عام له فوائد صحية متنوعة" على حد قول الطبيبة. وتسرد فنيش بعض تلك المنافع الصحية، من قبيل "خفض التوتر، وخفض ضغط الدم، وزيادة المناعة، وانخفاض خطر سرطان البروستاتا، وزيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين، أو هرمون السعادة، وإصلاح المزاج، وتبديد مشاعر الحزن والاكتئاب".