بحلول شهر رمضان، ترتفع أسعار الطماطم وغيرها من المواد في أسواق عدد من الدول الإسلامية، بينما يعمد بعض المحتكرين وكبار التجار إلى خفض المعروضات في أسواق المواد الغذائية، بغية رفع أسعارها فيما بعد، وهو وضع يكاد يعاني منه المواطن العربي عامة. وفي الولاياتالمتحدة، اختار أكبر موزع بالتقسيط في العالم "والمارت Wal-Mart" مباركة حلول شهر رمضان للأمريكيين المسلمين، بأن وضع داخل مراكزه التجارية لوحة كتبت عليها بالعربية عبارة "رمضان مبارك"، كما أن المنتجات الرمضانية عرفت تخفيضا هاما في أسعارها. وصارت الأعياد في الولاياتالمتحدةوكندا، فرصة لإغراق السوق بما يلزم المواطنين من مواد، كما أن محلات التوزيع بالتقسيط أصبحت تبتكر طرقا جديدة لاستقطاب الزبناء، حيث يمكن للزبون الحصول على أي بضاعة بأبخس سعر في السوق، إن هو أثبت ذلك على منشورات إشهارية. سليمة من مدينة لافال، قالت لهسبريس "قبل أن أخرج لتسوق المواد الغذائية، أقوم بتصفح المنشورات الإشهارية لكل مراكز التسوق، وأقارن الأسعار، ثم أضع علامة على أقل سعر في كل مركز، وبعد ذلك أتوجه إلى أقرب محل تجاري كبير، أشتري منه ما أحتاجه من سلع". وتضيف "أثناء الأداء، أخرج منشوراتي، وأبدأ عملية خفض الأسعار، فكلما مر سعر بضاعة أمامي، أخرج سعره المنخفض عند أحد المنافسين، فيحتسب لي السعر الأقل"، وعن قيمة التوفير، أفادت سليمة أنه عند تبضع بقيمة 200 دولار، تستطيع توفير حوالي 50 دولار. أما السيدة لمياء فتقول لهسبريس "نحن مجموعة من المغربيات والجزائريات، شكلنا خلية اصطياد فرص التخفيض في الأسعار، فبمجرد ما تعلم إحدى الصديقات بتخفيض هام في مركز تجاري ما، حتى تنشر الخبر داخل المجموعة، لينتقل باقي أعضاء الفريق للاستفادة من ذات التخفيض". التخفيض في أسعار المواد الغذائية قد يتعدى في بعض الأحيان 50 في المائة من سعرها الأصلي، مما يدفع بعض الزبناء إلى ادخار كميات كبيرة منه، تفاديا لإعادة شرائه بسعر مرتفع، ويبقى المستهلك هو المستفيد الأكبر من تلك التخفيضات في الأسعار، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعائلة كبيرة العدد، يتنافس أبناؤها في التهام كل ما أعدته أنامل الأمهات.