رمضانات مغرب الأمس (سيرة ذاتية) الحلقة الخامسة: فلقة البوليبار حرك عبد الرحمن حاجبيه في لقطة شيطانية وحك أنفه ثم قال: - العواول .. أنا كنشم الريحا د تون ( سمك التونة ) - والله العظيم أخاي حتى أنا .. ولكن الماكلة ماشي هنا - أنا عارف فين هي الماكلا - ولكن انتينا صايم - ولا آصاحبي الواليدة قالتلي حرام نصوم وأنا بلا سحور - انتينا كذاب .. ياك عاد داباعاد حلفتي بلي صايم - وصايم علا الكسوة د لعروسة وصافي .. ولكن فاطر وعندي العذر .. متسحرتشي تسلل أحمد وكان أصغرنا من بلكونة الغرفة التي جمعونا فيها داخل الكنيس وفجأة سمعنا صوته وهو يكلمنا من الغرفة المجاورة .. - والعواول .... ألطيف آخاي شني هنايا .. وهاذي الجنة .. الدراري .. وطيرو طيرو آجيو تشوفو والشوكلاط بالصنادق ومكتوبة عليه بالليهودية والعربية لم يتغلب أي منا على الرغبة في التواجد بغرفة تحتوي على هذا الكم الهائل من المغريات .. ساندويتشات لحم مقدد كوشير وأخرى بالزيتون والطون وأخرى بالدجاج وهكذا حتى الإنتهاء بعلب الشوكلاتة المعجونة وأخرى من جميع انواع المربى وأكياس من العصير المنوع مع عشرات الكوكاكولا وكل ما كان يخطر على بال طفل في العاشرة من نعم كانت مخزنة في تلك الغرفة .. نظر إلي عبد الرحمن فجأة وقال: - هو حنايا .. يمكن نحلفو على الصيام ونعاودو نغيررو الحلاف - كيفاش ؟ - حيت دبا مثلا .. الراجل كيطلق المرا ومن بعد كيرجعها - شني كتخربق .. شني دخال الطلاق فالصيام ؟ - والله ما كانخربق .. شحال من واحد كياكل وخا هو ناوي الصيام .. ومن بعد كيردو - ودابا فهمتك .. دبا حنايا إلى كلينا .. نرودوه وصافي - آصاحبي أنا كنقولك العلم د الله .. العواول لي باقي ما استحلمو غير ياكلو معا راسهوم ما كاين حتى مشكل ونتوما حتى واحد فيكم ما عمرو استحلم - أنا .. - لا .. لآ . أنا أول واحد ألقى الشيخ عبد الرحمن فتوى جواز الإفطار لأسباب ابتدعها، نسينا أن موكب العروسة على وشك الإنطلاق وانغمسنا نفتح هذه العلبة ونترك تلك .. استلقينا على بطوننا ونحن نزدرد كل أنواع السكريات وكعك العرس وأكل العرس وشراب العرس وخيرات العرس التي باتت في حالة يرثى لها . افترسنا الأكل افتراسا وحشيا وكأننا لم نذق الطعام منذ شهوروبينما نحن نحاول العودة إلى الغرفة الأولى التي جمعنا بها مسؤولو العرس .. رأينا باب البلكونة يقفل من الداخل .. نظرت إلينا سيدة بدينة ذات خدود حمراء وعيون مفرطة السواد بالكحل وكل أنواع الأصباغ .. كانت تتوعدنا بأننا لن ندخل الغرفة إلا بعد مجيئ المسؤول على الكنيس اليهودي .. عاودنا الدخول إلى غرفة الخيرات والطعام فسمعنا الباب يفتح , انكمشنا تحت الفراش الضخم نراقب الأقدام وهي تتحرك والسيدات يولولن بلكنة طنجاوية مخلوطة بإسبانية سلسة. - فاين هما السراق .. ما كاين حتى واحد .. هادشي إنبوسيبلي ( مستحيل ) - آ لالا راشيل .. أنا والله العظيم ما شفت .. أنا صايمة أمدام - فتشو عليهم .. فضيحة هادي.. دابا جبدوهوم بدأوا يبحثون عنا في كل أرجاء الغرفة .. رأينا عيون تلمع في السواد كانت الخادمة المغربية تنظر تحت السرير وعيني بعينها فوضعت يدي على فمي متوسلا إياها ألا تفضحنا .. فقامت بحركة خفيفة بيدها لم أفهم القصد منها سوى أننا في أمان - نادا ( لا شيء ) .. والو أ مدام راشيل نو .. أكي نو آي ( ليسوا هنا ) .. هنا والو هما - جمعو عليا هادشي ونزلوه لتحت وخلي غير الطارطا ( الكعكة ) .. قطعو منا للعروسة والعروس .. أولي على فضيحة .. ---------------- أقفلوا علينا الباب بالمفتاح وبتنا في حالة إعتقال قانوني .. سمعنا بعضهم يطلب مكالمة الشرطة فحاولنا القفز من الشرفة لكن الأمر كان شبه إنتحار فقد كنا في الطابق الثالث .. فعدنا وتسللنا تحت الفراش بينما دخل أحمد في الصندوق الخشبي فيما غطينا أنفسنا ببعض المعاطف السوداء حتى تصعب رؤيتنا تحت الفراش. مضت حوالي ساعتين ونصف أو أكثر فإذا بنا نسمع أقدام بعض الأشخاص .. رأينا من تحت فتحة الفراش العريس والعروس وثلاث سيدات يدخلون الغرفة .. لحمل ما تبقى من الحلويات بينما جلس العروسان على حافة السرير في انتظار نزولهما لإكمال مراسيم الحفل .. وفجأة بدأنا نسمع بكاء العروسة وهي تسب عريسها وهو يبادلها المسبات بكل غلظة .. - وانتينا ما شوفتيشي راسك كيفاش كنتي كتبوسيه - أنا بعدا - سكت .. كاياطي بوتا ( أسكتي يا عا ه ... ) تسلل عبد الرحمن من تحت الفراش وفي لمح البصر كان مثل القرد يقاوم مزلاج الباب من أجل الخروج وما أن فتحه حتى رأينا أكثر عشر سيدات بدينات يضعن على رؤوسهن الورود السوداء والتيجان الثمينة وهن يسترقن السمع للعروسين كنت أصيح وقد جلست على ظهري سيدة تزن حوالي 100 كيلوغرام أو لعلي أبالغ .. قاموا بربطنا بعد أن أقفلوا أبواب المعبد ثم انزلونا إلى الطابق تحت الأرضي .. كانت رائحة الرطوبة تفوح من المكان المظلم. دخل علينا شاب في بداية الثلاثينات من العمر ثم قام بربط عبد الرحمن على طاولة خشبية كانت تتموضع في وسط الغرفة المظلمة وحمل أنبوبا بلاستيميا ( قطعة من أنابيب الماء البلاستيكية ) وبدا يقطع ويشقق ظهر عبد الرحمن .. كانت الفلقة هذه المرة على الظهر بدل الأقدام وكان الضرب بقسوة شديدة .. قسوة فعلت في أجسادنا الصغيرة العجب العجاب.. ---------------- حملتنا سيارة الأمن ونحن في حال يرثى له بعد أن استفسرونا عن اسمائنا وعنوانيننا أنكر الجميع والداه وأسرته وكنا على استعداد أن نموت قبل أن نسلم إلى أهالينا .. فقد كنا على يقين أن حبابي ماريا قد أبلغت الحي بكامله عن جريمتنا والتي كانت هي أكبر ضحاياها. كان با علي الشرطي يسلمني لأبي وهو يتوسله أن يرأف بي خلال الوليمة المنزلية هذا إذا كان قد بقي على جسمي مكان يستحمل الضرب .. لكن كل ذلك يهون من ان أوضع في الحمام مع الفئران اللعينة .. . أدخلني أبي رحمه الله غرفته وطلب مني أن أجلس ثم قال : - الله يلعن لي ما عندو نفس .. بسبب جوج فرانك وليت كتخدمو مع ليهود - وشعاندوم ليهود أبا .. بنادم بحالنا - اسكت بلع لسانك حتى كلمة دخلت العزيزة رقية رحمها الله الغرفة وهي تلهث جريا - والله .. والله يا باباك ومشيتي حتى ضربتي هاذ العايل فهاد الدار ما أنا باقيا ..حيد يدك منو آ ولدي الله يفرشلك الرضا - خليني آ يما نربي ولدي .. واش آ عباد الله الواحد ميقدرشي يربي ولادو - هادي ماشي الترابي .. هذا اسمو الظلم .. حيد يدك والله يا باباك حتى نسخط عليك وكأن ماسا كهربائيا قد مس أبي فرفع يده عني في لمح البصر وارتمى على قدمي العزيزة رحمها الله وهو يطلب السماح والرضا - سير آولدي أمحمد الله يفرشلك الرضا ويغطيك بالرضى ويبعد عليك ولاد الحرام آوليدي وكان إسمي العفريت عضو فرقة المصائب وكان إسم جدتي رقية القاضي الذي كان يحكم ببرائتي قبل أن أقترف أية فضيحة جديدة. صفحة الكاتب: www.acradiousa.com