قدمت شركة "سانوفي" للأدوية والمختبرات الصيدلانية اعتذارها للمغرب والمغاربة، ولمهنيي قطاع الساحة، بعد ترويجها لحملة إعلانية لأحد منتجاتها الخاصة بدواء ضد الإسهال، وتضم صورة تحيل إلى ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، في دعوة ضمنية لعدم زيارة المدينة الحمراء. هذا الاعتذار استقبله وزير السياحة، لحسن حداد، بشيء من الترحاب، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، اليوم، لكنه بالمقابل أكد أن ما قامت به الشركة الفرنسية يظل غير مقبول، ولا يمكن أن يرضى به المغاربة، مبرزا أن "اعتذار هذه الشركة العالمية غير كاف". وشرح الوزير ما يقصده بأن اعتذار "سانوفي" لا يكفي، بالنظر إلى حجم الضرر الذي حصل، وطال صورة المغرب السياحية بسبب تلك الحملة الإشهارية للشركة الفرنسية، مضيفا أنه "يلزم تقييم الضرر الذي حدث، ونحن بصدد دراسة التدابير المتخذة لرفع الضرر عن جامع الفنا" وفق تعبيره. وأعلنت هذه الشركة العالمية للأدوية أنها سحبت أخيرا الملصق الإعلاني المثير للجدل، والذي أثار غضب مهنيين في مجال السياحة بالبلاد، موضحة أنها تأكدت من كونه يمس بالصورة التي وصفتها بالرائعة التي تحظى بها السياحة بالمغرب عموما، وفي مدينة مراكش خصوصا. وتابعت الشركة الفرنسية ذاتها، في بيان الاعتذار، بأنه رغم سحبها للحملة الإشهارية التي أثارت الجدل، فإن شبكات التواصل الاجتماعي استمرت في بث وترويج الملصق الإعلاني الخاص بدواء الإسهال، مبدية أسفها للحادث، ومقدمة اعتذارها للمغاربة وللمهنيين في القطاع. وأكدت "سانوفي" التزامها إزاء المغرب الذي تتواجد فيه الشركة أكثر من 60 عاما، من خلال استثمارات كبرى، وتعاون وطيد مع السلطات المعنية، ومهنيي الصحة، وفاعلين اقتصاديين وصناعيين، مشيرة إلى أن المغرب يحظى بصورة جيدة لدى المجموعة الفرنسية للمختبرات الصيدلية. وفيما يشبه التودد إلى المغرب، ذكرت شركة "سانوفي" أنها جعلت من المملكة منصة رئيسية ومحورية لتصدير منتجاتها الطبية والصيدلانية اتجاه دول القارة الإفريقية جنوب الصحراء، ومكانا مفضلا تعقد فيه أكبر الملتقيات والتظاهرات العلمية في هذا المجال. وكان عبد الرفيع زويتن، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، قد أبدى اليوم استياءه إزاء هذه الحملة الإعلانية للشركة الفرنسية، لكونها ربطت في ملصقها بين ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، والإصابة بتسمم غذائي، معتبرا ذلك بأنه "مس خطير بالصورة السياحية للبلاد". وكانت شركة "سانوفي" قد حذرت السياح من قضاء عطلتهم الصيفية في مدن المملكة، وذلك في إعلان لأحد أدويتها التي تعالج الإصابة بالإسهال، بينما في خلفية الصورة تم وضع صورة لساحة جامع الفنا، محرضة السياح على تفادي قضاء عطلهم بالمدينة الحمراء.