أثارت تسريبات مواضيع امتحانات الباكالوريا غضب وسخط المغاربة، آباءً وتلاميذ ممتحنين، وكذا متتبعين، ما عرض مسؤولي وزارة التربية الوطنية، وعلى رأسهم الوزير رشيد بن المختار، لإحراج كبير يرجّ مصداقية الشواهد الوطنية ويجعل من دعوات تكافؤ الفرص بين المترشحين "ضربا من الخيال". تفاعلا مع الموضوع، اعتبر الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان، منير جوري، أن تسريب اختبار الرياضيات يعد كارثة وطنية وجريمة تعليمية، مؤكدا أن التلاعب بمشاعر ومستقبل التلاميذ غير مقبول مطلقا.. ودعا الجوري، من على حسابه الفايسبوكيّ، إلى فتح تحقيق يفضي لإقرار معاقبات، معتبرا أن مسؤولية الوزارة والدولة ثابتة، قبل أن يتساءل: " كيف يمكن لوزارة أن تكون آخر من يعلم بهذا التسريب الذي تم، على الأقل، قبل 10 ساعات من انطلاق الامتحانات؟". وتساءل الكاتب الصحفي حفيظ زرزان" "ورقة الامتحان الوطني تسرب في 5 دقائق .. هل يعني أن قصة التسريب تبدأ من جهات رفيعة المستوى وليس من تلاميذ هواة".. بينما قال عبر الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، إنه لا يدري لماذا تستمر وزارة التربية الوطنية في نهج طريقتها التقليدية في إعداد امتحانات الباكالوريا"، متابعا على حائطه الفايسبوكي: "التقنية في تطور دائم وهي تُستغل من طرف الغشاشين، ولا تستفيد منها وزارة بلمختار". وكتب العلام" " لماذا لا تزود الوزارة مراكز الامتحان بأجهزة الفاكس، وتطلب من معدي الامتحان طرح أسئلة مختصرة، ثم ترسلها صبيحة الامتحان عبر الفاكس لرئيس مركز الامتحان، فيطبع منها بعض النسخ ويوزعها على أساتذة المادة الذي ينتقلون بها على وجه السرعة إلى أقسام الامتحانات ويطلعون عليها التلاميذ من خلال السبورة. أو تجهز الثانويات بآلات الطباعة التي بمقدورها طبع آلاف الأوراق في دقائق معدودة".. وخلص الباحث، إلى أن هذه الطريقة التي جربتها وزارة العدل خلال امتحانات المحاماة ستحد، إن لم نقل ستنهي، ظاهرة التسريبات، بدل الطريقة التقليدية المعتمدة منذ فجر الاستقلال التي لا تأخذ بعين الاعتبار حجم التطور التقني.. وفق تعبيره. من جهة أخرى، كتب فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن المعطَى هو "كارثة وطنية بكل المقاييس"، وأضاف: "فضائح في عشرات الثانويات بمختلف مناطق المغرب بعد تسريب أوراق الامتحان لمواد الرياضيات والفلسفة في حوادث غير مسبوقة في تاريخ امتحان الباكالوريا".. كما وجه بوعلي كلامه لبنكيران بالقول" "ماذا تنتظر يا رئيس الحكومة؟ هل هذا هو الرجل الذي فُرض عليك ليخرب التعليم المغربي ؟ ننتظر فعلا وليس تبريرا.." وفق تعبير عالم اللسانيات. أما النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين فنشرت تدوينة قالت فيها: "كأستاذة.. أعرف جيدا حجم الضرر النفسي الذي يلحق الطلاب حين يلجون إلى امتحان وهم يشكون أن زملاء لهم تسلموه قبلهم مع عناصر الإجابة".. وتابعت ما العينين: "من يسرب الامتحانات يسيء إلى أبناء الشعب البسطاء الذين يكدون ويجتهدون ويضحون مع عائلاتهم ولا يطلبون إلا تكافؤ الفرص لإثبات إمكانياتهم في مجتمع تتفاوت فيه الإمكانيات بين من يملك ومن لا يملك. قبل أن تتضرر صورة الدولة و مصداقية الشواهد، تدمر معنويات أبناء الشعب.ما يحدث حرام وإجرام".