نجحَ المطربُ اللبنانيُّ ماهر زين في حشد جمهور عريض قبالة منصَّة الأغنيَة العربيَّة في حي النهضَة، ليل أمس، حين إحيائه حفلًا ضمن فعاليات رابع أيام مهرجان موازِين، في دورتهِ الرابعة عشرة، وسط تفاعل كبير حجَّت معه شرائح عمريَّة مختلفة مرددة كلمات الأغاني المنتمية لرصيد ذات المغني المنشد، والمحفوظة من قبل متابعيه عنْ ظهر قلب. زين أدَّى، خلال الحفل الذي عزف في إحدى فقراته على البيانُو، مجموعة أغانٍ نالت شهرةً واسعة حول العالم، منها "يا نبِي سلام عليك" و"مولاي صلِّ" وَ"رضيت بالإسلام دينًا" و"الله أكبر"، قبل أنْ يؤدِّي أغانٍ أخرى باللغة الإنجليزيَّة. المطربُ اللبنانِي الناشئ في السوِيد أبدَى للجمهُور فخرهُ بالتواجد في المغرب، الذِي أحيَى به آخر حفلٍ في مدينة طنجة قبل شهور، وأدَّى أغنية حول رمضان الذِي باتتْ يفصلُ عنه نحو أسبوعين.. قبل أنْ يلتحف العلم الوطنِي، ويستلم باقةٍ ورُود تحت تشجيع محبِّيه. واستطاع زين أنْ يجمع بين الغناء بالإنجليزيَّة، وبين مدح النبي المصطفى باللغة العربيَّة، رغم المصاعب التي يواجهها في الحديث بالفصحى، لكونه قضى جزءً طويلا من حياته في المهجر بالسوِيد.. ودأبًا على عادة فنانين كثر من دُول عربيَّة شاركُوا في موازِين، أدَّى زين أغنية "الله يا مولانا" من ريبيرتوار أسطورة ناس الغيوان. وشهدَ حفلُ ماهر زين حضُورًا أكثف ممَّا سجلته سهراتٌ سابقة بذات منصّة المهرجان العالمي، ما جعلَ الساحَة المقابلة للمنصَّة تكادُ تمتلئُ عن آخرها، وهو ما قال إزاءه زين، في ندوة صحفيَّة، إنَّه رضا يستشعرهُ من جمهوره الذي يتتبع مساره. زين، الذِي كان يطلبُ من جمهورهُ بين الفينة والأخرى الصَّلاة والسلام على النبي، قال في فيلا الفنُون إنَّه مؤمنٌ بما للفن في رسالته من قدرة على محو بعض الصور النمطيَّة التي بثتها منابرُ إعلاميَّة عن الدِّين الإسلامِي بعيدًا عمَّا فيه من سماحة. وبصمَ زين على حضور قوِي للأغنية الدينيَّة في مهرجان موازِين، فيما ينتظرُ أنْ يؤدِّي الفنان المغربي الكبير عبد الهادِي بلخياط،حفلًا من الأناشيد الدينية بمسرح محمد الخامس.. وكان المطربُ اللبنانِي قد أكد إيمانه بقيمة الموسيقى، ورفض الخوض في ما يروج من نقاش الحلال والحرام، مشددًا على أنَّ الموسيقى تظلُّ موسيقى وإنْ تباينت مضامينها بين فنان وآخر.