بصوتها القوِي، وبأغانٍ من "ريبرتوارهَا" القدِيم وجديدها الفنِي، نلقتْ المطربَة السُّورية، أصالة نصرِي، جمهُور منصَّة النهضة، في ثانِي أيَّام "موازِين" إلى ليلةٍ من الطرب لمْ تنتهِ إلَّا بانتصاف الليل، وسطَ حشدٍ كبير من الجمهُور الذِي أمَّ المكان بكثافة واضطرَّ إلى الانتظار ساعاتٍ قبل بداية الحفل. أصالة التِي أطلت على جمهورها بالتكشيطَة المغربيَّة، استهلَّت حفلها بأغنية أكثر قبل أنْ تمرَّ إلى شهيرتها "لوْ تعرفُوا"، وقد بدا الجمهور حافظًا لكلماتها مرددًا إيَّاها عند الأداء، شأنَ أغانٍ أخرى ك"خانة الذكريَات"، بجانب أغانٍ من التراث ك"طيري يا حمامة"، و"ابعثلِي جواب". ونالتْ أصالة ترحيبًا واسعًا من الجمهُور الذِي أنشأ يرددُ اسمها بمجردُ صعودها المنصَّة، وهُو ما دفعها إلى القول إنَّها سعيدة بأنْ تكون قدْ نجحت في رسم الابتسامة على وجُوه النَّاس، في زمن سارت فيه مجريَات الأمُور إلى نزع الفرحة من القُلوب، شاكرة الترحيب بها عنْ طريق "الصلاة والسلام". في غضون ذلك، التحفت أصالة العلم المغربي، واستلمت باقة ورُود من ابنتها شام، التي حضرت بدورها إلى المغرب، وأهدتها والدتها إحدى الأغانِي المؤدَاة "هيأتُ عددًا كبيرًا من الأغانِي، بيد أنِّي لم أحس إلَّا وقدْ داهمنِي الوقت" تقول المطربة السُّورية عند نهاية الحفل. إيمانًا بتشجيع مبتدئِي الفن، استقدمت أصالة شابًّا عشرينيًّا من الفرقة الموسيقيَّة المرافقة لها، وطلبتهُ أنْ يعزف أمامَ الجمهُور، قائلة إنَّه من المواهب التِي ذهلتْ لأدائه في النَّاي، قبل أنْ تطلبَ من الجمهُور أنْ يحيَّهُ بحرارة. أصالة استطاعتْ، بحسب جمهور الحفل المقام في النهضَة، أنْ تظهر قوَّة في الأدَاء قلمَا تتأتَى لغيرها في فضاء مفتوح، حيثُ يصعبُ الغناء فترةً طويلة، في الوقت الذِي باتت فنانات كثيرات يبنين شهرتهن ومجدهنَّ الفنِي على تقنيَّات تحسين الصوت في الأستوديُوهات وتقنيَّة "البلاي باك" في بعض السهرات". وسبقَ لأصالة، أنْ قالت في ندوةٍ صحفيَّة سبقت حفلها، أنَّها لا تتفقُ مع الرأي القائل بأنَّ على الفنان أنْ يتوارَى حين يصلُ مسارًا متقدمًا كيْ يفسح المجال للآخرين، قائلةً إنَّها لا تزالث تجد نفسها في ذروة العطاء الفنِي، وهُو ما جسدتهُ في واحدة منْ حفلات الطرب الرائقة بالرباط.