الصورة: أرشيف خصت ساكنة مدينة بيساو، عاصمة جمهورية غينيا بيساو، الملك محمد السادس، باستقبال رسمي وشعبي، لدى وصوله اليوم الخميس إلى بيساو قادما من دكار، في زيارة رسمية للبلاد، ضمن جولة إفريقية بدأها من السنغال وستقوده أيضا إلى كوت ديفوار والغابون. ووصفت وكالة المغرب العربي للأنباء الاستقبال ب"الحماسي والكبير"، والذي يليق بمقام ضيف غينيا بيساو الكبير الملك ، وبحجم هذه الالتفاتة الملكية إزاء بلد إفريقي يوجد في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى الدعم السياسي والاقتصادي لتعزيز استقراره وتنميته، وهو الدعم الذي ما فتئ، المغرب، بقيادة الملك، يقدمه لغينيا بيساو وشعبها، ترسيخا لحرصه على تعزيز علاقات التضامن والأخوة الإفريقية والتعاون جنوب- جنوب وتشبث المملكة بعمقها الإفريقي. فانطلاقا من مطار أوزفالدو فييرا الدولي ببيساو، وعلى طول الطريق المؤدي لمقر إقامة الملك ، تجمعت حشود غفيرة من مختلف الأعمار، ضمنها عدد من أفراد الجالية المغربية، لاستقبال العاهل المغربي والترحيب به في هذا البلد الغرب إفريقي، الذي تجمعه بالمغرب علاقات نموذجية ومميزة، والتعبير عن مشاعر الامتنان والعرفان لجلالته على مختلف المبادرات التضامنية التي اتخذتها المملكة لدعم الاستقرار والتنمية في عدد من دول القارة ومنها غينيا بيساو. وكانت هذه الجماهير تهتف بحياة الملك ورئيس جمهورية غينا بيساو، جوزي ماريو فاز، مرددة شعارات تعكس قوة ومتانة علاقة الصداقة بين البلدين، كما ردد المحتشدون على جنبات الطريق عبارات من قبيل "مرحبا بصاحب الجلالة الملك محمد السادس" و"دامت الصداقة بين غينيا والمغرب" و"شكرا لملك المغرب على دعم شعب غينيا بيساو"، وهي الشعارات التي رافقتها أهازيج وأناشيد شعبية أدتها فرق فلكلورية محلية. ورفعت صور الملك والرئيس جوزي ماريو فاز، والأعلام المغربية والغينية في مختلف شوارع العاصمة بيساو، احتفاء بالزيارة الملكية، التي يعتبرها مواطنو هذا البلد حدثا استثنائيا وتاريخيا، لا سيما وأنها أول زيارة يقوم بها عاهل مغربي لهذا البلد الشقيق. واستبشر مسلمو غينيا بيساو، الذين يشكلون ما بين 40 و60 بالمائة من ساكنة البلاد حسب إحصائيات مختلفة، خيرا بزيارة الملك محمد السادس، منذ الإعلان عنها، حيث أعدوا العدة لتخصيص استقبال حار للعاهل المغربي يعكس الروابط الروحية والإنسانية التي طالما جمعت بين المغرب والبلدان الإفريقية. كما أعربوا عن امتنانهم للملك على العناية التي طالما خص بها المسلمين بإفريقيا، لاسيما من خلال عمليات تجهيز المساجد بالزرابي والمصاحف، والتي نظمت إحداها سنة 2006 بغينيا بيساو وهمت "مسجد التضامن" بالعاصمة بيساو، وهو الأكبر من نوعه بالبلاد. وبدورها، بصمت الجمعية البيسو غينية للأطر المكونة بالمملكة المغربية، التي تأسست في 28 فبراير الأخير لجمع الطلبة القدامى المنحدرين من غينيا بيساو بالمغرب، على حضور لافت خلال الاستقبال الشعبي الذي خصص للملك اعترافا منهم بجهود المغرب لتمكينهم من التكوين قبل العودة إلى بلادهم وشغل مناصب المسؤولية في القطاعين العام والخاص، وبالتالي المساهمة في تنميتها. وبدورهم، أبان أفراد الجالية المغربية بغينيا بيساو، عن انخراط كامل في التعبئة من أجل التحضير لاستقبال حماسي يليق بضيف غينيا بيساو الكبير، من خلال التواصل والتنسيق مع الجهات الدينية والسياسية والمدنية المحلية، مؤكدين بذلك تعلقهم ببلدهم وبملكهم.