ببلوغ تحويلات مغاربة العالم رقما قياسيا جديدا خلال السنة الماضية بعد أن تخطت سقف 60 مليار درهم، تتضح أهمية الأموال المرسلة من طرف المهاجرين المغاربة الذين بلغ عددهم أكثر من 4.5 مليون مهاجر، فحسب دراسة للأمم المتحدة الخاصة بإفريقيا والاتحاد الافريقي تساهم هذه التحويلات في التنمية الاقتصادية ويتجاوز أثرها الاقتصادي ذلك المحقق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة. ويعتبر مغاربة العالم من أكثر المهاجرين تحويلا للأموال نحو بلدانهم على الصعيد الإفريقي، ما جعل المغرب يحتل المرتبة الثالثة إفريقيا من حيث قيمة التحويلات التي استقبلها خلال السنة الماضية خلف كل من نيجيريا 210 مليار درهم، ومصر 180 مليار درهم، ويفسر ارتفاع تحويلات مهاجرين هذه الدول بارتفاع عدد مواطنيها المهاجرين في الخارج، وتستحوذ الدول الثلاث على حوالي نصف التحويلات المالية الموجهة نحو القارة الإفريقية. وتفيد نفس الدراسة بأن استفادة المغرب من تحويلات مغاربة العالم تفوق استفادته من المساعدات المالية الأجنبية بثلاثة أضعاف، فضلا عن دوره في محاربة الفقر بين الأسر المغربية التي يعيش جزء منها على التحويلات المالية لأبنائهم المهاجرين، بالإضافة إلى دورها في خلق الثروة في المغرب لمساهمتها بنسبة 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام. واستفاد المغرب من عاملين أساسيين ساهما في ارتفاع تحويلات المغاربة من العملة الصعبة، أولها عودة الانتعاش ولو نسبيا لاقتصاد دول الاتحاد الأوروبي، هذا الأخير يعتبر المصدر الرئيسي لتحويلات مغاربة العام لضمه أكبر عدد من الجالية المغربية المقيمة في الخارج. أما العامل الثاني فكون الحركة العالمية لتحويلات المهاجرين قد عرفت ارتفاعا خلال السنة الماضية وبلغت أزيد من 435 مليار دولار بارتفاع نسبته 5 في المائة مقارنة مع سنة 2013، وقد صارت تحويلات مغاربة العالم في الاتجاه لتحقق نسبة نمو في حدود 7.6 في المائة خلال سنة 2014. وفي حال واصلت تحويلات مغاربة العالم منحاها التصاعدي فإنها مرشحة لأن تحقق نسبة نمو 100 في حدود سنة 2018 مقارنة مع سنة 2008 حيث كانت تحويلات مغاربة العالم تصل إلى 40 مليار درهم، بينما تمكنت خلال هذه السنة من تخطي حاجز 60 مليار درهم. هذا ودفع ارتفاع تحويلات المهاجرين في العالم، الأممالمتحدة إلى الدعوة لتخفيض كلفة تحويل الأموال بنسبة 3 في المائة تشجيعا للمهاجرين على تحويل أموالهم نحو دولهم الأصلية.