يبدو أن قضية المواطن المغربي، يونس التسولي، الذي طُرد من بريطانيا، وأثار موجة من الهلع والفزع، أمس الخميس بالرباط، قبل أن يتم توقيفه من طرف الشرطة، لم تتوقف عند حدود اعتقاله، وإجراء التدابير القانونية اللازمة في حقه، بل تعدتها لمفاجآت غير منتظرة البتة. واتهم التسولي، الذي كان يحمل قِن "إرهابي 007" لدى جهاز الاستخبارات البريطانية، بسبب علاقاته مع تنظيم القاعدة في العراق، حيث أدين سنة ب16 عامًا سجنا، السلطات البريطانية بأنها أساءت معاملته، وبأنه تعرض للاعتداء الجنسي لما كان معتقلا في السجون هناك. هذه الاتهامات كشف عنها الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، اليوم، والذي أكد أن التسولي صرح أنه تعرض لسوء المعاملة والاعتداء الجنسي خلال اعتقاله ببريطانيا، حيث كان يقضي عقوبة سجنية لارتكابه أفعالا إرهابية"، مبرزا أن "المعني بالأمر سيخضع لخبرة طبية للتأكد من مدى صحة هذه الاتهامات". وأورد بلاغ مولاي حسن داكي، توصلت به هسبريس، أن "هذه التصريحات تم تأكيدها من طرف المعني بالأمر، خلال الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية، طبقا لتعليمات النيابة العامة"، مردفا أن "التسولي سيخضع لخبرة طبية للتأكد من مدى صحة هذه الاتهامات". وأكد بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، أنه "إذا ما ثبتت هذه الاتهامات التي أفصح عنها المواطن المغربي، سيتم فتح ونقل تحقيق قضائي إلى القضاء البريطاني، من أجل البحث" وفق تعبير المصدر. وأفاد البلاغ أن التسولي طرد من بريطانيا، أول أمس الأربعاء، وأضرم النار في مسكن والديه، وتم توقيفه مساء أمس من طرف الشرطة، موضحا أن المعني بالأمر كان يتواجد، أثناء توقيفه، في شرفة مسكن القنصل العام لبريطانيابالرباط، والذي تمكن من الوصول إليه انطلاقا من العمارة التي يقطنها والداه". وكانت وزارة الداخلية قد أوضحت من قبل أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط، تمكنت مساء الخميس، في حدود الساعة الحادية عشر ليلا، من توقيف التسولي الذي أضرم النار عمدا بمنزل والديه، والذي تحصن بأحد السطوح، مهددا المواطنين وعناصر الأمن بواسطة أسلحة بيضاء. وجدير بالذكر أن حادثة التسولي دفعت وزير الداخلية المغربي، محمد حصَّاد، إلى الاتصال بنظيره البريطانِي، كي يبدي استياء المملكة منْ عدم إخطار لندن لمصالح الرباط بمدَى خطورة "الإرهابي" المطرود.