بعْد يومٍ واحدٍ من إدانة منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، المقرّب من حزب العدالة والتنمية، للأحكام الصادرة في حقّ قيادات جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، وعلى رأسهم الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، أصدرَ حزب "المصباح" بلاغا عبّر فيه عن "أسفه" إزاء تلك الأحكام. وحاول حزبُ العدالة والتنمية "تفادي" إدانة الحكم بإعدام مرسي، وعشرات القيادات بجماعة "الإخوان"، واكتفى بمسك العصا من الوسط، وقالَ إنّه تلقّى أحكام الإعدام الصادرة في حقّ عدد من القيادات السياسية والمدنية المصرية "باستغرابٍ كبير وأسَفٍ عظيم"، وفق تعبيره. وأورد الحزب الذي يقود الحكومة بأن "إصدار مثل هذه الأحكام لن يزيد إلا في إذكاء حدة الاستقطاب والصراع، وعدم الاستقرار في مصر"، داعيا في الآن نفسه السلطات المصرية إلى التراجع عن المقاربة التي تنهجها حاليا للتعاطي مع جماعة "الإخوان المسلمون" بمصر. واعتبر حزب "المصباح" أنّ هذه المقاربة "لن تقدّم حلا أو مدخلا مناسبا لمعالجة الأزمة التي يمرّ منها القطر المصري الشقيق، لكونها أوّلا وبالأساس أزمة سياسية، وليستْ أمنية أو قانونية، تتطلب معالجة سياسية استيعابية، لا مقاربة انتقامية إقصائية". وحذّر المصدر منْ أنْ يؤدّي تنفيذ أحكام الإعدام في حقّ قيادات "الإخوان" إلى ما حدث بعْد إعدام سيّد قُطب، موردا موقف علال الفاسي من إعدام قطب، حيث وجّه نداء إلى الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، دعاه إلى عدم تنفيذ الحكم، "وهو النداء الذي لم يُستجبْ له وتلاه ما تلاه"، يقول البلاغ. وفي سياق آخر، آخذ "فيسبوكيون" مغاربة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، عما وسموه بالصمت على ما يحدث في مصر، معتبرين ذلك "نفاقا سياسيا"، خاصة بعدما أشهر رئيس الحكومة ورموز حزبه في أكثر من مناسبة داخل تجمعات "المصباح" شعار رابعة. وطالب الناشط أناس الحيوني برلمانيي الحزب بمساءلة بنكيران عن "صمته تجاه ما يقع في مصر"، فيما دعت حليمة عمراوي إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال"، معتبرة أن الأمر لا يقتصر على حزب واحد، فكل الأحزاب مطالبة بالتعبير عن تنديديها لأحكام الإعدام". ولم يستسغ الناشط محمد دونصر، مصافحة بنكيران للسيسي حيث قال "كيف تفسرون مصافحة بنكيران للسيسي، ورفع شارة رابعة"، بينما إبراهيم مكايل، رأى أنه من الأجدر ألا تتدخل الحكومة المغربية في شؤون الدول الأخرى"، مضيفا أن بنكيران لا يمثل حزب العدالة والتنمية، وإنما رئيس حكومة كل المغاربة.